فواز عزيز

صحافة وتجارة الكترونية

السبت - 13 يوليو 2019

Sat - 13 Jul 2019

• الحياة تتغير، ولكل عصر أدواته، ونحن في «العصر الالكتروني».

• التحولات الالكترونية غيرت ملامح الحياة، فكثير من المعاملات الحكومية أصبحت الكترونية، وكثير من البشر أصبح يتسوق الكترونيا، وكثير من الناس أصبح يتابع الإعلام الكترونيا، لكن مع ذلك لم تغلق المؤسسات الحكومية كما أنه لم تتوقف الأسواق ولن تموت الصحافة، لكن الوسائل الاتصالية تتغير وتتطور.

• حين أعلنت الشركة الوطنية عن توقف توزيعها للصحف الورقية في بعض المدن، قبل أن تتراجع عن ذلك، تحدث كثيرون عن موت الصحافة الورقية، والحقيقة أن المقصود موت «الورق» وليس موت الصحافة، وهذه نعمة وليست نقمة، فالقارئ أصبح يحصل على الصحف بسهولة وسرعة، وسيوفر ذلك الكثير على المؤسسات الصحفية، لكن الحقيقة المؤلمة بالنسبة للمؤسسات الصحفية هي ليست موت الورق، بل موت «الإعلان» فيها الذي كان مصدر دخلها الرئيسي، وجعلها تعيش فترة من الزمن في طفرة خدرتها عن التفكير في الاستثمارات الصحفية المستقبلية.

• صحيح أن المؤسسات الصحفية لم تتطور ولم توافق تطورات الزمن ولم تستفد من زمن طفرتها، ولم تتحول إلى الكترونية، لكن الحقيقة أن «الصحافة الالكترونية» كانت ولا تزال تعيش فوضى وضياعا في ظل عدم وجود تنظيمات تضبطها وتحفظ حقوق الإبداع فيها، ورغم الوعود الكثيرة لوضع أنظمة للصحافة الالكترونية إلا أنها لا تزال في فوضى.

• كان الحديث منذ زمن عن موت الصحافة الورقية، وكانت النصائح تؤكد أن الصحافة الالكترونية ستحل محل الصحافة الورقية، لكن يبدو أن الصحافة الالكترونية ستموت قبل الورقية، إذا لم يضبط ميدانها بأنظمة ولوائح وتنفيذها.

• شخصيا، قلتها قبل عام «هنا»، بأن كل ما تعانيه الصحافة - اليوم - هو أزمة تسويق، وليست الصحافة وحدها التي تعاني، بل كل وسائل الإعلام التقليدية والجديدة أيضا تعاني لأن لديها أزمة تسويق للمحتوى الإعلامي.

• لماذا أزمة تسويق؟

لأن كثيرا من القراء والمتابعين لم يعد مستعدا للبحث عن صحيفة ورقية أو دخول موقع الصحيفة الالكترونية، وأحيانا لا يجد وقتا ليتسمر أمام الشاشة لمتابعة برنامج تلفزيوني، لكنه مستعد لمتابعة كل ما يصل إلى يديه عبر «الهاتف الذكي» عن طريق الوسائل الحديثة والسهلة المسيطرة على هذا الزمن «وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الحديثة»، والتي ربما لا تستمر فيحل محلها غيرها لاحقا، فلكل زمن أدواته، ونحن في زمن متسارع جدا، فوسائل الإعلام تحتاج أن تسابق الزمن في تطوير أدوات تواصلها.

• وقبل ذلك تحتاج إلى تطوير محتواها الصحفي الذي لا أعتقد أنه سيتطور في ظل ضعف المؤسسات الصحفية ماديا، إذا لم تجد لها مصادر دخل بعد انحسار الإعلان عنها.

• رغم ضعف الصحافة الورقية وتعثرها ماديا، إلا أنها لا تزال الأقوى بين وسائل الإعلام، فعلى موادها تعيش الصحافة الالكترونية التي تنقل عنها أحيانا وتسرقها أحيانا أخرى، وكذلك البرامج التلفزيونية والإذاعية يقوم إعداد كثير منها على مواد صحفية ورقية، وكثير من ضيوفها هم من الصحافة الورقية، حتى ما يسمى بالإعلام الجديد أصبح ناقلا لمحتوى الصحافة الورقية التي يتابعها كثيرون بلا ورق اليوم.

• الشركة الوطنية التي أعلنت توقف توزيع الصحف لارتفاع التكلفة التشغيلية، كانت تستفيد من توزيع الصحف تجاريا وتكسب، لكنها لم تطور أدواتها، فتقدم الزمن وتطورت الأدوات ولم توافق تلك التطورات حتى اكتشفت أنها تخسر.

(بين قوسين)

• الصحافة الالكترونية لتقوم تحتاج أن تضبطها وزارة الإعلام بلوائح وأنظمة، كما فعلت وزارة التجارة والاستثمار بضبط «التجارة الالكترونية» بعدما قدمت نظاما متكاملا للبائع والمشتري والإعلان، وأقر مؤخرا من مجلس الوزراء.

fwz14@