ماذا عن اختبارات الشخصية وحقيقتها العلمية؟

الجمعة - 12 يوليو 2019

Fri - 12 Jul 2019

تحظى اختبارات الشخصية بشعبية عالية لأهداف عدة منها التسلية، وأخرى جدية كالعثور على الشريك المناسب أو الوظيفة المثالية.

ومنذ أن اقترح الفيلسوف اليوناني أبقراط في القرن الرابع قبل الميلاد وجود أنواع للشخصيات التي ترتبط وتؤثر على قضايا الفرد وسماته، توالت بعده الدراسات والافتراضات بوضع اختبارات لتحليل الصفات الشخصية ومعرفة تأثيرها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي وقدرتها على التنبؤ بأهم النتائج الحياتية. واتفق معظم علماء النفس بشكل عام على خمس سمات شخصية رئيسة، ولكن اختلفوا حول نوعية اختبارات تحديد الشخصية، حيث تمتلك جميع الاختبارات عيوبا حتى الأكثر تطورا منها.

ودرست «مكة» أشهر الاختبارات الشخصية من مواقع عدة وأبحاث متخصصة في علم النفس وتحليل واختبار الشخصية.

- ما هي الشخصية؟

تعد الشخصية هي الأكثر تعقيدا في علم النفس، حيث إن تعريفها يؤثر في كيفية فهمها وقياسها، ووفقا للباحثين في «مشروع الشخصية» فإنها النمط المتسق من التأثير والرغبات والإدراك المؤدي للسلوك. في حين عرفتها جمعية علم النفس الأمريكية بأنها الفروق الفردية في أنماط مميزة من التفكير، والشعور، والتصرف.

السمات الشخصية الخمس الكبرى:

توصل فريقان في 1970 بعد دراسات استقصائية لآلاف الأشخاص بقيادة الباحثين بول كوستا وروبرت ماكري من المعاهد الوطنية للصحة ووارن نورمان من جامعة ميشيغان ولويس غولدبيرغ من جامعة ولاية أوريغون إلى أن معظم السمات الشخصية يمكن وضعها في خمسة أبعاد. وتعرف باسم «الخمس الكبرى» لشمولها على جزء كبير من المصطلحات المتعلقة بالشخصية مثل الكرم اللطف والدفء والعدوانية وحدة المزاج.

1- الاجتماع (مخالطة الآخرين): يقيس البهجة والمبادرة والتواصل. إحراز نقاط عالية تجعل الشخص مؤنسا وقادرا على الإنجاز. أصحاب النقاط المنخفضة يميلون إلى الانطواء وأكثر خضوعا للسلطة.

2- الانفتاح: يقيس القدرة على الإبداع والتفكير خارج الصندوق. إحراز نقاط عالية تظهر حب الحداثة والإبداع بشكل عام. وأصحاب النقاط المنخفضة تقليديون في تفكيرهم ويفضلون الروتين ويمتلكون شعورا ملحوظا للصواب والخطأ.

3- التوافق: تصف هذه السمة كيفية التعامل مع الآخرين. إحراز نقاط عالية تظهر أن الشخص ودود ومتعاطف ودافئ، في حين أن الأشخاص الخجولين والمريبين والأنانيين لديهم نقاط منخفضة.

4- الضمير (الوعي): يقيس درجة التنظيم لدى الشخص. فأصحاب النقاط العالية متحفزون ومنضبطون وجديرون بالثقة. أما أصحاب الدرجات المنخفضة غير مسؤولين ويسهل تشتيت تفكيرهم.

5- العصبية (الاضطراب): يقيس الاستقرار العاطفي. إحراز نقاط عالية تشير إلى المعاناة من القلق والتثبط وتلقب المزاج وثقة أقل بالنفس، بعكس من يحققون نقاطا منخفضة فهم يتميزون بالهدوء والثقة والرضا.

لماذا نحتاج لاختبار الشخصية؟

- رفع الوعي الذاتي

- المساعدة في وضع خطة لتنمية الذات

- تعزيز نقاط القوة الفريدة من نوعها

- الكشف عن نقاط الضعف ومعالجتها

- تطوير مهارات التفكير والذكاء العاطفي

- العثور على طرق للاسترخاء والتخلص من التوتر

- تكوين فرق عمل متوازنة وتحديد الثغرات وتعزيز التواصل

أشهر اختبارات الشخصية والانتقادات الموجهة لها:

1- اختبار الشخصية من مايرز بريغز (MBTI)

يخضع أكثر من 2.5 مليون شخص سنويا لاختبار مايرز بريغز ويحدد نمط الشخصية من بين 16 نوعا. طورت الاختبار كاثرين بريغز وابنتها إيزابيل بريغز مايرز خلال فترة الحرب العالمية الثانية معتمدتين على نظريات كارل يونغ التي نشرها عام 1910 في كتابه الأنماط النفسية. ولم تكن مايرز وبريغز عالمتين في الاجتماع، بل ربتي منزل مهتمتين بنظريات يونغ وكتابة روايات الغموض.

الانتقادات:

- احتمالية الحصول على نوع مختلف عند إعادة الاختبار بعد 5 أسابيع

- افتراض فئات غير متكافئة والمزج بين سمات متضادة مثل المنفتح والانطوائي

- اختبار نفسي لم يضعه علماء النفس وليس له أساس علمي

- يعتمد على ثنائيات مفرطة التبسيط ويضع البشر في صورة نمطية

- رفضته الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم لعدم وجود أدلة كافية تدعم ادعاءات الاختبار

- إمكانية تزييف الإجابة أو عدم الدقة في الإجابات

- لا يعطي نتائج ذات أهمية للأداء الوظيفي

- يفتقد قياس الاستقرار العاطفي مقابل التفاعل، أي الميل إلى الحفاظ على الهدوء تحت الضغط

2- اختبار سمات الشخصية الخمس الكبرى The Big Five

تقدمه شركة Truity Psychometrics الأمريكية المتخصصة في تطوير اختبارات تقييم الشخصية والمهنية ونشر محتوى يساعد في تطوير الذات عبر موقعهم الذي يبلغ عدد زواره أكثر من 30 ألف زائر يوميا. ويضم الاختبار الشخصيات الخمس الرئيسية الانفتاح والوعي والتوافق والضمير والعصبية.

الانتقادات:

- استجابة متحكم بها من خلال تحديد إجابات متعددة للاختيار منها

- ضعف الدقة في الوصف بسبب وجود 5 درجات من الشدة لكل عامل

- عدم قدرته في قياس جميع ألوان الشخصية

- لا يراعي اختلاف التأثيرات الثقافية على التصرفات

- يفتقد اتباعه لنظرية علمية أو بيانات تجريبية

- احتمالية عدم تناسب الأوصاف المفتوحة مع كافة الأشخاص

- اعتماده على مستوى تقدير الشخص لذاته

3- اختبار الانياجرام - Enneagram

يعود تاريخ الاختبار إلى القرن الرابع الميلادي وهو معقد نوعا ما ومتعمق، حيث يعتمد على رسمة هندسية عبارة عن دائرة وتسع نقاط متساوية البعد عن بعضها وتعيين الرقم تسعة في القمة، فتمثل كل نقطة واحدة من تسعة أنواع من الشخصيات المترابطة لتعكس تصرفات وطريقة تفكير الفرد (المصلح، المساعد، المنجز، المتفرد، الباحث، المخلص، المتحمس، المتحدي، صانع السلام). وبذلك يجد الشخص نفسه قليلا في كل الأنواع التسعة مع وجود نوع واحد هو الشخصية الأساسية.

انتقادات:

- صعوبة إثبات صحة الاختبار نظرا لغموضه

- الحتمية في تحديد السلوكيات المستقبلية في تسع شخصيات

- مرور الهيكل بالكثير من الثورات الأيديولوجية التي غيرت من أصالته

- لا يهتم للفروقات بين الجنسين

- اتباعه لفكرة قوة الأرقام والتأثير العددي للأرقام الأولية 1،3،7