أحمد صالح حلبي

كيف ترتقي خدمات نقل الحجاج؟

الخميس - 04 يوليو 2019

Thu - 04 Jul 2019

يبدو أن عبارة «الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج» لم تعد مرتبطة بواقع عملي، بقدر ما باتت مرتبطة بأسلوب روتيني جعلها تردد كل حين، وهذا ما اتضح في الأعمال التي تقوم بها وزارة الحج والعمرة، والتي لا زالت تسير على نهجها التقليدي في عديد من البرامج الخدمية، ومنها برنامج نقل الحجاج الذي لم يشهد ذلك التطور الذي كان الجميع يأمله من قبل الوزارة، خاصة أن وزارة النقل لعبت دورا بارزا في توفير البنية التحتية له بالمشاعر المقدسة، وساهم معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج في إدخال نظام النقل بالرحلات الترددية في المشاعر المقدسة عام 1416 هـ.

وعبر برنامج «يا هلا» في قناة روتانا خليجية الذي عرض خلال رمضان المبارك، طرحت تساؤلي عن جدوى المبادرة التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة لنقل معتمري الداخل ودول مجلس التعاون الخليجي، بواسطة حافلات نقل الحجاج، مجانا من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، عبر رحلات على مدار الساعة، وجاء رد ضيف البرنامج نائب وزير الحج والعمرة بأن «السبب الرئيس لهذه المبادرة هو الارتقاء بالخدمات»!

ولا أعرف ماذا تعني هذه الكلمة، خاصة أن المستفيدين من المبادرة هم معتمرو دول مجلس التعاون الخليجي، ومعتمرو الداخل، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، ومثل هؤلاء لهم برامج خاصة، تنفذ من قبل منظمي حملات الحج والعمرة، ومؤسسات وشركات خدمات المعتمرين، تشمل النقل والسكن وكل الخدمات، وعادة لا يستخدمون هذه الحافلات، إذ لهم حافلات خاصة بهم، وقياس مدى رضاهم عن هذه الحافلات التي يستخدمها حجاج ومعتمرو الخارج برحلة واحدة ليس معيارا يعتمد عليه، فكيف نطلب منهم تقييم المستوى؟

وكان على الوزارة أن تضع برنامج قياس الرضا لمعتمري الخارج، فهم من يستخدمون هذه الحافلات في كل رحلاتهم.

وكنت آمل أن توجه وزارة الحج والعمرة مثل هذه المبادرة خلال رمضان المبارك إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية من خارج منطقة مكة المكرمة، وأقارب وذوي شهداء الواجب، وتعمل على التكفل بنقلهم بين جدة ـ مكة المكرمة ـ المدينة المنورة، لا أن تجعلها منحصرة على المقتدرين ماليا.

وإن كانت الوزارة جادة فعلا في الارتقاء بخدمات نقل الحجاج، خاصة بعد زيادة أجور النقل على حجاج الخارج بنسبة 100 %، فعليها أن تبدأ بإلغاء نظام النقل بالردين للمشاعر المقدسة للحجاج الذين لا يطبق لديهم نظام النقل الترددي، خاصة أن شركات نقل الحجاج ارتفع عددها إلى نحو 50 شركة، كما ارتفع عدد الحافلات إلى نحو 20 ألف حافلة.

وعليها ـ أي الوزارة ـ أن تعمل على إعادة ترتيب برامج النقل الترددي من خلال خطط وبرامج المجلس التنسيقي للنقل بالرحلات الترددية، وأن تكون عملية التشغيل تحت رئاسة وكيل الوزارة لشؤون نقل الحجاج والمعتمرين، فهو الأقدر على معالجة المواقف لما يمتلكه من صلاحيات واسعة، خاصة أنه سبق أن أثبت نجاحاته في عهد وزير الحج ـ السابق ـ الدكتور بندر الحجار.

وما يحتاجه نقل الحجاج، خاصة في المشاعر المقدسة، العمل على معالجة الظواهر السلبية المسجلة كل عام وتلافيها، وليس الحديث عن مبادرات لا يجني ثمارها المستفيدون من الخدمة.

[email protected]