عبدالله المزهر

لستُ مهتما...!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 03 يوليو 2019

Wed - 03 Jul 2019

قلت سابقا في مكان لا أتذكره إنه ليس ضمن أهدافي ولا أحلامي في اليقظة أو في المنام أن أغير العالم، بل إني أظن أني لست مهتما حتى بمحاولة تغيير نفسي. لا أخطط ولا أتمنى أن أصبح مؤثرا، ولا أن أكتب شيئا يغير حتى شخص واحد قد يتعثر بجملة أو عبارة يظنها مفتاحا لباب ظن أنه لا يفتح.

ولذلك فإني أعتذر شديد الاعتذار لذلك القارئ الذي تابعني مذ كنت أكتب على جدران الانترنت وظل يتابع ما أكتب آملا أنه سيقرأ يوما شيئا مفيدا، ولذلك الذي تأثر فعلا من كلام كتبته، وغير شيئا فيه، لأني لم أكن أخطط للتأثير في أحد.

لا أريد من أحد أن يتبنى وجهة نظري ويؤمن بما أقول، ولا تطربني كثرة المؤيدين، ولا تحزنني كثرة المنتقدين. الذي أتمناه فقط ـ وهذا من باب الترف ـ أن يفهمني القارئ. أن يؤمن بأن ما أكتبه هو قناعاتي الخاصة، التي قد توافق هواه وقد لا تفعل، قد تعجبه وقد يكرهها، وهذا شأنه الذي لا علاقة به. أنا شخص يحسن التعبير عن نفسه. لا أكثر ولا أقل. هكذا أرى نفسي وأجد أنه من المريح لي أن يراني الآخرون كذلك. لا أكتب من أجل أحد، ولست مهتما برضا أحد ولا بغضب آخر.

والكتابة من أجل الناس أو من أجل تمرير فكرة ما أو تأييد فريق وتكسير مجاديف آخر ليست أمرا معيبا أو سيئا، لكنه عمل يقوم به موظفو العلاقات العامة، ومكانه المطبوعات والنشرات الدعائية والإعلانات. وأنا بكل بساطة لا أعمل في هذا المجال.

ركوب الأمواج والبحث عن الأضواء أسهل ما في الكتابة، بل إنه أمر يحسنه ويجيده حتى من لا يحسن كتابة اسمه بشكل صحيح، وهذا أمر أصبح واضحا يراه حتى الذي خلق بلا عينين. ولو أردت فعل ذلك لفعلته. والحقيقة أني لو كنت سأبذل جهدا لتغيير شيء من قناعاتي لحاولت أن أغير هذه القناعة. ولو نجحت في ذلك فإني واثق تماما من قدراتي، وسأكون محترفا في «أكل الأكتاف».

وعلى أي حال..

قد يقول قائل: وما علاقتنا بهذا؟! لسنا معنيين بما تفكر فيه وما تقوله. والحقيقة أني أريد أن يقال هذا مع كل ما أكتبه. هذا أكثر أمر يسعدني. أن نتفق عليه أنا والقارئ. أن يتعامل مع المقال كما يتعامل مع لوحات المحلات والكتابات على الجدران والكتيبات التعريفية للأجهزة الكهربائية. يقرؤها دون أن يهتم بفكر كاتبها، ودون أن يتعامل معها على أنها وصفات لإصلاح الحياة أو لإفسادها.

agrni@