كيف تواجه أمريكا سلوكيات إيران؟

السبت - 29 يونيو 2019

Sat - 29 Jun 2019

شهدت الأيام الماضية زيادة ملحوظة في التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الرئيس ترمب من خطة العمل الشاملة متعددة الجنسيات (JCPOA ) في يوليو 2015.

وذكر عضو مجموعة أكسفورد البحثية بول روجرز في تقرير عن مواجهة إيران، أن حكومة الملالي غضبت بشدة من فشل الأعضاء الآخرين في الصفقة النووية الشاملة، خاصة حلفائها المزعومين «المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا» في مواجهة العقوبات الأمريكية، وأصبح الخطاب الصادر من كلا الجانبين، خاصة الولايات المتحدة، غير مستقر بشكل متزايد.

تطورات دامية

على الرغم من النتائج المحتملة الخطيرة للحرب، فإن خطر النزاع كبير حاليا، حيث نقلت الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة قتال حاملة طائرات ومجموعة مهمة برمائية تابعة لقوات مشاة البحرية في منطقة الخليج، ونشرت قاذفات استراتيجية من طراز B-52 في قاعدة العريض الجوية في قطر، وبدأت ما يوصف بأنه «دوريات الردع» مع F 15 وB-52 بالقرب من المجال الجوي الإيراني، وتخطط لنشر 1500 جندي إضافي في منطقة الشرق الأوسط. وأعلنت إيران عن زيادة في تخصيب اليورانيوم المسموح به بموجب خطة العمل المشتركة JCPOA لكنها زادت التوترات، وكان هناك عدد من الحوادث التي قد تسبب القلق أيضا.

وفي 12 مايو الماضي أصيبت أربع ناقلات نفط بأضرار بسبب ما يبدو أنه أعمال تخريبية صغيرة النطاق بالقرب من الفجيرة، ميناء الإمارات العربية المتحدة على ساحل بحر العرب، وتعرض خط أنابيب عبر السعودية لهجوم من قبل المتمردين الحوثيين الإرهابيين اليمنيين باستخدام طائرات مسلحة بدون طيار في 14 مايو، وأطلقت مجموعة شبه عسكرية مجهولة الهوية صاروخ كاتيوشا على مبنى في مجمع السفارة الأمريكية شديد الحماية في بغداد في 19 مايو.

وتكمن أهمية الهجومين الأولين في أن الفجيرة هي محطة لخط أنابيب في الإمارات العربية المتحدة، حيث تتجنب الناقلات عبور مضيق هرمز، ويمكن خط الأنابيب العابر تصدير النفط السعودي عبر البحر الأحمر وليس عبر الخليج، وهجوم بغداد هو تذكير مفيد بأن إيران لها تأثير كبير في العراق، بما في ذلك الدعم المباشر للميليشيات.

النهاية الإيرانية

بالنظر إلى القوة العسكرية للولايات المتحدة، خاصة مع تعاون المملكة العربية السعودية، فإن القدرة على كبح برامج إيران النووية والصاروخية وإضعاف أجهزتها الأمنية بأكملها ستكون كبيرة ولكنها ستشمل استهدافا واسعا للأبحاث المباشرة ومرافق التطوير والمصانع وخطوط النقل وحتى المختبرات الجامعية.

ومهما كانت الادعاءات التي قد تطرأ على استخدام الذخائر الموجهة بدقة، فإن الواقع سيكون خسائر بشرية كبيرة. علاوة على ذلك فإن الكثير من هذا قد يتم باستخدام صواريخ كروز طويلة المدى يتم إطلاقها من قاذفات القنابل والغواصات والسفن الحربية قبالة إيران، وإن تدمير المنشآت الإيرانية المدفونة بعمق قد يستلزم على الأرجح القيام بمهام مطولة من قبل القاذفات الأمريكية، وبالتالي مخاطر أكبر بكثير لموظفي الولايات المتحدة.

ردا على ذلك، من المؤكد أن تنسحب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأن تبذل قصارى جهدها للشروع في برنامج سريع لإنتاج أسلحة نووية، ومما لا شك فيه سيضمن المزيد من الهجمات الأمريكية.

دوافع الولايات المتحدة

في هذه الظروف، ومع استمرار التوترات، هناك مشكلة كبيرة تتمثل في وجود رسائل مختلطة من واشنطن تتعلق بالأهداف الاستراتيجية للإدارة، فهل:

  • الهدف هو إنهاء أي تخصيب لليورانيوم، حتى ذلك المسموح به من قبل JCPOA؟

  • هل تمتد أهداف الولايات المتحدة إلى قضايا لا تتعلق بـ JCPOA مثل إنهاء قدرة إيران على نشر صواريخ متوسطة المدى ودعمها للحوثيين وحزب الله وحماس؟

  • أم أنها تتعلق حقا بإنهاء النظام وانتقال إيران إلى ما يوصف بأنه «بلد طبيعي»؟ وقد تم اقتراح كل ذلك من قبل شخصيات سياسية بارزة في الإدارة.


الطريق إلى طهران

على الرغم من أن بعض الدول الغربية حافظت على اتصال دبلوماسي مع إيران بعد 1979، إلا أن العلاقات مع الولايات المتحدة ظلت سيئة للغاية، وكان هناك الكثير في إدارة جورج دبليو بوش في أوائل العقد الأول من القرن العشرين الذين رأوا في النهاية المزمعة لنظام صدام حسين في العراق وسيلة للنفوذ الأمريكي المتزايد بشكل كبير في المنطقة على حساب إيران.

وكما قالت واشنطن في ذلك الوقت، فإن «الطريق إلى طهران يمر عبر بغداد» بمعنى أن عراق ما بعد الحرب كدولة موالية للغرب سيحد كثيرا من قدرة إيران على التأثير على الأحداث في المنطقة، وكان من المتوقع حدوث شيء مماثل في أفغانستان.

في هذه الحالة، كانت نتيجة كلتا الحربين عكس تلك المتوقعة، حيث زادت إيران من نفوذها بشكل كبير في العراق، وهو النفوذ الذي تحتفظ به حتى يومنا هذا، وباتت مرتاحة لنظام طالبان العدائي في أفغانستان.

ضربة عسكرية سريعة

هناك طريقتان لأن تكون هذه الاستجابة النووية أقل اهتماما بالولايات المتحدة، إذا كانت الهجمات مناسبة أو حرضت على تغيير النظام، كما في أفغانستان (2001)، والعراق (2003) وليبيا (2011)، أو عجلت الحرب الأهلية الإيرانية التي شلت النظام وصرفته عن استهداف أعدائه الخارجيين. إن مسار العمل الأخير أكثر ترجيحا من مجرد الاستسلام السلس والانتقال الديمقراطي من النوع الذي اقترح المحافظون الجدد في الولايات المتحدة ذات مرة أن يحول الشرق الأوسط، كما أنه غير جذاب للغاية.

باختصار، ما قد يبدأ كعملية عسكرية قصيرة ولكن مكثفة من المرجح أن يتحول إلى حرب طويلة الأمد، كما هو الحال مع أفغانستان والعراق وليبيا.

وكما أشارت تقارير من أكسفورد سابقة، فإن لدى إيران عددا من الطرق للانتقام بعيدا عن الانسحاب الفوري من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وسيشمل ذلك هجمات غير متماثلة على منشآت في دول الخليج ومضيق هرمز، بما في ذلك إنتاج النفط والغاز وأنظمة التصنيع والتصدير، ومن المحتمل أيضا أن تستخدم الوكلاء لاستهداف المصالح الأمريكية داخل العراق وأفغانستان والشحن الغربي في البحر الأحمر (من اليمن).

على عكس استهداف منشآت إنتاج الأسلحة الإيرانية أو مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية أو الدفاعات الجوية، فإن مثل هذه القدرات منخفضة التكنولوجيا الموزعة على نطاق واسع سيكون من المستحيل تقريبا على الولايات المتحدة تدميرها.

بول روجرز: واشنطن تملك القدرة على تدمير منشآت طهران لكنها تخشى الخسائر البشرية

عواقب اجتماعية واقتصادية كارثية محتملة بسبب التوترات الأخيرة

تجربة العراق تدفع صقور أمريكا للتفكير قبل إطلاق شرارة البداية

دروع الردع تقترب من المجال الجوي الإيراني وتنتظر إشارة

خبراء يستبعدون حربا طويلة الأمد ويرجحون عملية قصيرة ومكثفة