محمد أحمد بابا

الترفيه فرصة للشباب.. ما لا يتم المندوب إلا به فهو مندوب

السبت - 22 يونيو 2019

Sat - 22 Jun 2019

من الفرص الربانية أن الله تعالى رفع القلم عن الصغير غير البالغ من الجنسين لتكون الطفولة حقا لنوع من الحياة خالية من التكاليف، وهي باللعب أولى ولو كان ذا هدف، ومن ذلك تنسحب فرصة باقية من آثار الطفولة للشباب تتعلق بالترفيه واللهو ومتعة الحياة «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق». فالترفيه للشابات والشباب فرصة طالما هم بها ألصق وطبيعة مرحلتهم العمرية لها تتوق، ومن بوابة الفرصة هذه نجد ميادين الترفيه ليست ذات حدود - كما هو رأي البعض - مساحة وكيفية ومجالا، وإن كانت فرصة ذات انضباط في المسارعة نحو بناء نفسية في الحياة تحبها لا تكرهها ثم تلعن الظلام، ورب السعادة هو من خلقها، ورب النفس هو من خلق لها ما يجعلها في توازن انطباعات، تحتاج للترفيه كما تحتاج للجدية والنظام والتأدب. والعالم اليوم فرصة كبيرة للشباب لما صار الترفيه من العلوم، وأضحت نوازع الترفيه تدريسا وتعليما وإبداعا، ولا مجال البتة لأن تضيع فرص صناعة الترفيه على شابات وشباب الوطن وهو بزمام أدوات العلوم ممسك لوجود أصل كل شيء لديه، ولعل فرص الترفيه لو وَجدت بيئة تعرف التمييز بين الضار والنافع تضخ في الشباب روحا استثنائية تسعدنا حين نرى شابا يؤنسنا بموهبته، أو شابة تبهج أرواحنا بإبداع فكرها.

والتحدي في الترفيه بالغ أمره، والعالم يتجه نحو الفكاك من الحروب والفقر والنزاعات والمرض، وتحديات المألوف والعادات والتقاليد والهوس المؤامراتي باقية في مجال الترفيه ولو نهضنا له، لكن شبابنا اليوم فصَدَ تحديات الترفيه، وأدخل إصراره بينها، وبلغ من فلسفة احترام الترفيه ما أجبر المجتمع على الالتفات له والتنبه لأنه أولى بالرعاية والدعم «ولا تنس نصيبك من الدنيا»، حيث الانخراط في الجدية ربما أنسى حقوق النفس في حلال رب العالمين «يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك»، والمجتمع في هذا الزمان إن شمر عن ساعد توصيف الترفيه، حاذرا من منزلقات الإفراط والتفريط ومهلكات الإقصاء والتهميش سيكون الشباب في حربه مع التحديات أصحاب فكر ذهبي مميز تجاه ترفيه هو من حقهم وحقنا وحق العصر، فالابتسامة المندوبة في مقابلة الوجوه صدقة لازم لها من الترفيه قدر، وما لا يتم مندوب إلا به يغلب على الظن الندب له.

وادعاء فاصل بين حق وباطل في ماهية ترفيه وأصل ترويح عن النفس ربما تنسفه اختلافات التوجهات وتعدد الأقوال، وقريب جدا - في رأيي - سيجتمع المتفرقون على طاولة بحث في قانون ترفيه ينفعنا ويرفعنا ويسعدنا في كل مجالات الفنون.

ومخاض استقرار السفينة على بر الأمان ذو تقلبات طبيعية يحيا من حي بعدها عن بينة، ثم تسير الأمور في مسارها الصحيح، وتصبح الخيارات في مادة الاختيار، ونرى ترفيه وطننا قد نهض بالعقول والنفوس مشجعا الأخلاقيات محفزا على المواطنة الطبيعية المستأمنة.

الترفيه اليوم كونه استقل مصطلحا وذكرا وتذكيرا ومؤسسة تعهدات أخاف البعض وأذعر القليل، لكنه الحق الذي لا بد منه ليفهم الناسي ويستيقظ المتناسي بأن صناعة النفوس المستقيمة التي لا اعوجاج فيها يحتاج قصب سبق، وراية مبادرات، تقوم ثم تقوّم ثم تدوم وتدوم.

albabamohamad@