أحمد الناجم

عناصر نجاح الطاقة الشمسية في المملكة

الخميس - 20 يونيو 2019

Thu - 20 Jun 2019

في حديث سابق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «التايم» الأمريكية عام 2018 ذكر أن «الفرصة التي نتخذها الآن في المملكة العربية السعودية، هي في الطاقة الشمسية، ونحن نعتقد أن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تحقق قفزة في مجال تصنيع الطاقة الشمسية هي السعودية، لأنها تمتلك جميع عناصر النجاح». فما هي عناصر النجاح التي تحدث عنها؟ العنصر الأول في اعتقادي يتمثل في كمية الطلب العالي للكهرباء في المملكة، حيث تعد من أكثر دول العالم استهلاكا للكهرباء، بقدرة إجمالية تصل إلى 80 جيجاوات. هذا الاستهلاك الضخم جعلها في الترتيب 11 بين أكثر دول العالم استهلاكا للكهرباء.

ومن الطبيعي جدا أن طلبا عاليا كهذا لا يمكن أن يعتمد على مصادر محدودة للإنتاج كالنفط والغاز فحسب، بل تتضح الحاجة الماسة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة من خلال استغلال مصادر الطاقة المتجددة، خاصة أن الطلب المتوقع للكهرباء في المملكة سوف يتخطى حاجز الـ 90 جيجاوات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.

ولا شك أن هذا الطلب العالي محليا يعد عنصرا أساسا من عناصر نجاح الطاقة الشمسية، لأنه لا جدوى لأي استثمار إذا لم يكن له طلب عال ومساهمة فاعلة في تنوع مصادر إنتاج الكهرباء المحلية.

والعنصر الثاني من العناصر نجاح الطاقة الشمسية التي تحدث عنها ولي العهد يتمثل في مكان المملكة ضمن منطقة الحزام الشمسي ذات أعلى معدلات إشعاع شمسي في العالم، حيث إنها الدولة السادسة عالميا من حيث معدلات الإشعاع الشمسي خلف أستراليا والصين

والجزائر.

ومن المعلوم أن وجود أشعة الشمس الطبيعية بكميات عالية يعد أساس عمل منظومة الطاقة الشمسية، فالطاقة الكامنة بأشعة الشمس هائلة جدا، بحيث لو استغللنا 100% من أشعة الشمس الساقطة خلال ساعة واحدة فقط فهي قادرة على تغطية استهلاك الكره الأرضية كلها لمدة سنة كاملة. لذلك فإن معدلات الإشعاع الشمسي في المملكة والتي تعادل 8.9 ساعات/ يوم تعد عالية جدا ومشجعة لأي دولة عالميا للاستثمار في الطاقة الشمسية.

هذان العنصران وغيرهما بلا شك قادرة على جعل المملكة إحدى أهم دول العالم في مجالات الطاقة الشمسية إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل.

وأعتقد أننا في المملكة على الطريق الصحيح لتوظيف عناصر النجاح هذه في خدمة اقتصاد المملكة من خلال ما تم الإعلان عنه من خطط طموحة، حيث تتمركز هذه الخطط في ضخ أكثر من 200 مليار دولار لإنشاء قطاع طاقة متجددة متكامل، هذه الخطط المعلنة بلا شك تعد كذلك أحد أهم عناصر النجاح، فلا يمكن استغلال عناصر كحجم الطلب ومعدل الإشعاع الشمسي إذا لم يكن العمل من خلال خطة واضحة لتسخير هذه العناصر لخدمة المملكة.

نعم توجد تحديات ضخمة، أهمها في اعتقادي تنمية الموارد البشرية المحلية القادرة على القفز بهذا القطاع إلى مستويات عالمية، لذلك لا بد من التركيز على حل هذه التحديات بإنشاء مراكز تدريب للشباب السعودي، ونشر التوعية مجتمعيا بأهمية الطاقة المتجددة، ورفع مستوى متطلبات المحتوى المحلي لهذه المشاريع، والتعاون بين الجامعات والقطاع الخاص لتأهيل الخبرات، وأخيرا ابتعاث شباب وشابات الوطن لأفضل المراكز العالمية لكسب الخبرات وتوطين المعرفة.

ahmad_alnajem@