نقص المناعة الوراثي لدى السعوديين 20 ضعفا عنه في أمريكا

الثلاثاء - 18 يونيو 2019

Tue - 18 Jun 2019








حمود الموسى
حمود الموسى
خلصت دراسة أجريت على 8718 طفلا سعوديا حديث الولادة من مختلف مناطق المملكة بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إلى أن معدل إصابة الأطفال السعوديين حديثي الولادة بمرض نقص المناعة الوراثي المركب الشديد، المعروف اختصارا باسم (SCID) هو 1 لكل 2906 أطفال حديثي الولادة، مما يعني أن نسبة انتشار المرض الوراثي في السعودية 20 ضعف نسبة انتشارها في أمريكا التي تبلغ 1 لكل 58 ألف حالة، وذلك بحسب ما ذكره بروفيسور واستشاري أمراض الحساسية والمناعة الدكتور حمود الموسى لصحيفة «مكة».

خلل خلقي وراثي

ونقص المناعة الوراثي المركب الشديد (SCID) هو مرض يحدث نتيجة خلل خلقي وراثي في الجهاز المناعي يؤدي إلى معاناة الطفل المصاب من التهابات بكتيرية وفيروسية متعددة وشديدة الحدة يصاحبها إسهال مزمن وضعف في النمو، ويؤدي إلى وفاة الطفل المصاب خلال الأشهر الأولى من العمر ما لم يتم تشخيص المرض وعلاجه.

وتنطبق على نقص المناعة الوراثي المركب الشديد (SCID) جميع الشروط لإدراجه من ضمن الفحوصات الإلزامية الروتينية التي تجرى للأطفال حديثي الولادة، فالأطفال المصابون يبدون طبيعيين عند الولادة.

الدكتور حمود الموسى أكد أن الباحثين كانوا يتوقعون أن تكون نسبة الإصابة بهذا المرض عالية في المجتمع السعودي، وذلك لأن الأمراض الوراثية عموما أكثر انتشارا في السعودية مقارنة بانتشارها في الغرب، وذلك نتيجة لارتفاع نسبة زواج الأقارب، حيث تصل إلى نسبة 56% من الزيجات في السعودية.

وأوضح أن الدراسة بينت وبدقة حجم ارتفاع نسبة الإصابة في المملكة، وبالتالي وجود حاجة ملحة لإدراج الفحص عن وجود المرض ضمن الفحوصات الإلزامية الروتينية التي تجرى للأطفال حديثي الولادة، كما يحدث حاليا في بعض الدول كأمريكا واليابان وتايوان وبعض مناطق كندا وأوروبا، ويذكر أن هناك دراسات عدة أجريت لتحديد الجدوى الصحية والاقتصادية من إدراج هذا الفحص كفحص روتيني للأطفال حديثي الولادة، فوجدت جدواه عالية، مما يعني أن الجدوى لدينا ستكون أكبر في حال تمت الموافقة على إدراجه، كون الإصابات لدينا أعلى.

العلاج المبكر

وأشار الموسى إلى أن الفحص والعلاج المبكر يؤدي للشفاء منه بنسبة تصل لـ90-95%، وتقل نسبة النجاح كلما تأخر اكتشاف المرض، كما أن تكلفة العلاج في حال تمت الموافقة على إدراج الفحص عن مرض نقص المناعة المركب الشديد ضمن فحوص الأطفال حديثي الولادة أقل بكثير من تكلفة علاج الأطفال الذين يكتشف لديهم المرض في مرحلة متأخرة. وتعد زراعة النخاع لهذا المرض من الزراعات السهلة نسبيا، حيث بالإمكان إجراؤها من دون إعطاء علاج كيماوي في حال وجود شخص مطابق للتبرع بالنخاع، والذي غالبا ما يكون شقيق المريض واحتمال وجود شخص مطابق بين الأخوة يصل إلى 60-70% في مجتمعنا.

ويأمل الدكتور حمود الموسى أن تكون هذه الدراسة دافعا لإقناع وزارة الصحة بجدوى إدراج هذا المرض من ضمن فحوص الأطفال حديثي الولادة.