محمد الصلاحي

البعد العربي في حوار ولي العهد

الثلاثاء - 18 يونيو 2019

Tue - 18 Jun 2019

اعتدنا في كل مقابلات وحوارات ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان على امتداد تناولاته الإيجابية لتتعدى الحدود الجغرافية للمملكة، إلى محيطها العربي، والشرق أوسطي، مصطحبا فيها طموحه الكبير في أن يكون الشرق الأوسط «أوروبا الجديدة»، حاملا بهذا هم أن تمضي المنطقة نحو مستقبل واعد ينتظرها.

حمل حواره الأخير في صحيفة الشرق الأوسط بعدا عربيا بشقيه الأمني والتنموي، إذ إن الحديث عن التنمية لا بد أن يكون مقترنا بالحديث عن الجانب الأمني، فكلاهما متلازمان كما هو الحال في الواقع، فلا تنمية دون أمن واستقرار، مجسدا بهذا مبادئ الأخوة والشراكة والمصير الواحد مع كل دول وشعوب المنطقة.

يحمل ولي العهد إيمانا متجذرا وقناعة مطلقة بأن صعود المملكة وحدها في المنطقة لا يمثل نجاحا للمملكة، وأن النجاح حتى يتحقق مبتغاه لا بد أن يشمل كل دول المنطقة، ولطالما عبر في كل ظهور إعلامي له عن إيمان مطلق وثقة متنامية بأن مستقبل المنطقة واعد، وأنها ستنهض من انتكاساتها كمارد يسابق نحو القمة.

تبحث المنطقة عن قائد ملهم، قائد تنموي، المنطقة ليست منطقة الخمسينات والستينات التي جعلت من رئيس سوق للشعوب مشروع ‫»القومية العربية‫» التي أدخلت المنطقة في نزاعات داخلية «قائدا وملهما‫»، المنطقة الآن تعيش عصر الاقتصاد، عصر النماء، وحاجتها ماسة لقائد يحمل في بلده مشروعا تنمويا نهضويا، تمتد عدوى نجاحه ليصل كل دول المنطقة، فمشاريع التنمية أولى من غيرها بأن تحتضنها الشعوب، وأولى أن يمتد تأثيرها والاقتداء بها.‬‬‬‬

لطالما كان الشرق الأوسط مرتعا خصبا للاضطرابات والنزاعات والصراعات، حتى كاد اسمه أن يقترن بهذه الأحداث، وآن له أن يتخلص من هذه التركة التي أثقلته، وفككت تماسكه، وأعاقت نهضته، رغم توفر ممكنات القوة لديه، فالمنطقة العربية، ومنطقة الشرق الأوسط، تحظى بموقع استراتيجي يربط شرق العالم بغربه، وتتوسط ثلاث قارات (آسيا، أفريقيا، أوروبا)، وهي كذلك غنية بالثروات الطبيعية، وتملك كل مقومات القوة، وتحتاج فقط لأنموذج ريادي تأخذ منه دول المنطقة القدوة المثلى، ويكون عونا لها في مسيرتها نحو النجاح.

وبما تحظى به المملكة من مكانة اقتصادية، وتصدرها للمشهدين السياسي والاقتصادي في المنطقة هي أشبه ما تكون بالقاطرة، توجه العربات إلى حيث تتجه، وحينما يبدأ أنموذج الريادة التنموية والتغييرات الاقتصادية من المملكة، فهذا مؤشر إيجابي على أنها ستأخذ بيد دول المنطقة إلى حيث تتجه، فتتحقق بهذا الترجمة الفعلية لطموح ولي العهد في أن تحول المنطقة واقعها الحالي إلى مستقبلها المنتظر كـ «أوروبا جديدة» تعتلي صدارة المشهد الاقتصادي الدولي.

@Mohamed_alslahi