عبدالله العولقي

الثورة الإيرانية إلى الأفول

الجمعة - 14 يونيو 2019

Fri - 14 Jun 2019

يبدو أن الثورة الخمينية تسير إلى زوالها المحتوم، إذ يصر مرشدها الديني على استفزاز المشهد الدولي عبر اعتداءات متتالية تقترفها ميليشيات الحرس الثوري وأذرعها كحادثة الاعتداء على مطار أبها الدولي وحادثة تفجير ناقلتي النفط في خليج عمان.

وفي المقابل نجد المملكة العربية السعودية ترسل رسالتها القوية للعالم، وتعبر عن موقفها بوضوح وحزم بأنها ستردع كل من يحاول المساس بأمنها ومصالحها، ولن تسمح لأي قوة في المنطقة بأن تعبث بسيادتها، مع التزامها بكل القوانين الدولية وقواعدها العرفية، حفاظا على أمن واستقرار المنطقة.

يبدو أن نتائج الخناق الاقتصادي الأمريكي على طهران باتت تلوح في المنطقة، وقد أضحت طهران اليوم على مفترق طرق حاد، فإما أن تذعن لخيار السلام والدولة الطبيعية في سلوكها السياسي مع دول المنطقة، أو أن تختار نهج المواجهة العسكرية مع القوة الأولى في العالم، وكما هو معروف أن طهران دائما ما تتهرب من نهج المواجهة المباشرة، وتختار تحريك أذرعها وأذنابها في المنطقة، وهذا ما شهدناه من اعتداء الحوثيين الآثم على مطار أبها الدولي.

الفكرة التي يروجها الإعلام الإيراني أن طهران قد فرضت ذاتها كقوة عظمى على أرض الواقع، وأن الحلول الدبلوماسية لا بد أن تفضي بالإدارة الأمريكية الحالية إلى العودة إلى الاتفاق النووي السابق، ولعل هذا يقودنا إلى فهم ذهنية التعنت والاستنكاف المتجذرة في عقلية الحرس الثوري الإيراني، والتي تتشكل كعامل إعاقة لفهم وقراءة الواقع، فواشنطن حريصة جدا على الدفاع عن مصالحها وحلفائها في المنطقة، وقد تعهدت بتأمين إمدادات الطاقة والملاحة التجارية للعالم، ولن تتردد في إنهاء الوجود الثوري في طهران إذا حاول الملالي استفزازها أمام العالم.

أخيرا، يبدو أن النظام الخميني لا يمتلك أدوات السياسة الحكيمة في التعامل مع الأحداث الطارئة، فطهران ومنذ اندلاع ثورتها المشؤومة لم تشهد أزمات خانقة كما تشهدها اليوم، ومع ذلك، تصر قيادات الحرس الثوري المتهورة على لغة التصعيد وقرع طبول الحرب، عبر تكريس خطاب العدائية لدول الجوار، وعدم الرضوخ لجهود الحلول الدبلوماسية الممكنة لمنع اندلاع الحرب في المنطقة، فالحلول التي يريدها العالم هي تقليم الأنياب الإيرانية وقطع أذرعها عن العواصم العربية، وعودة ميليشياتها المبعثرة في دول المنطقة إلى داخل خارطتها الإيرانية، والتعهد بالسلوك القويم أيضا لتأسيس دولة تحظى بالعلاقات الطبيعية مع دول المنطقة، فإن رضخت طهران لذلك كان بها، وإلا فهي تحفر قبرها بنفسها.