أيمن التميمي

متلازمة السعودية.. والسوشال ميديا

الاثنين - 10 يونيو 2019

Mon - 10 Jun 2019

يشكل السعوديون رقما صعبا في وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بـ «السوشال ميديا» في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد. ففي تقرير صادر هذا العام عن موقع Crowdanalyzer المختص بدراسة ومتابعة مواقع وبرامج وسائل التوصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، يتصدر السعوديون عدد المستخدمين النشطين في تويتر (11.27 مليون مستخدم)، وسناب شات (13.8 مليون مستخدم)، وانستقرام (13 مليون مستخدم)، بينما يحتلون المركز الثاني بعد المصريين في فيس بوك.

ولكن ماذا تعني هذه الأرقام، وما هي مدلولاتها؟

هذه الأرقام تعني ببساطة أن السعوديين مؤثرون وبشكل قوي في منصات التواصل الاجتماعي على مستوى الشرق الأوسط، خاصة في تويتر وسناب شات والانستقرام، وهم قادرون على تشكيل قوة لا يستهان بها في عالم السوشال ميديا والتأثير على ما يجري تداوله من معلومات في هذه المنصات الرقمية.

والمراقب لمنصة تويتر بالتحديد يجد أن جل - إن لم يكن كل - الهاشتاقات الشرق أوسطية التي وصلت إلى الترند العالمي في تويتر هي هاشتاقات نسبة مشاركة السعوديين فيها هي الأعلى.

ولعل خير شاهد على هذا في المجال السياسي هو فشل عديد من الحملات المغرضة ضد المملكة في ميدان السوشال ميديا، بل إن بعض الحملات التي قصد منها تشويه صورة المملكة، والتي صرف عليها مملوها مبالغ طائلة، تحولت إلى حملات مضادة أكدت مكانة المملكة ودورها القيادي في المنطقة والعالم. حتى إن المتابع العادي وغير المتخصص في دراسة شؤون السوشال ميديا سيلاحظ أن حسابات هذه الجهات لا هم لها صباح مساء إلا نشر الأخبار عن المملكة ومحاولة تزييف الحقائق وكيل التهم والتغافل عن بقية دول العالم، فهذه الحسابات أصبح لديها ما يعرف بـ «متلازمة السعودية»، فهي تتابع كل شيء عن المملكة بهوس وعلى كل الأصعدة، سواء السياسية أو الدينية أو الرياضية أو الإعلامية أو حتى لو كانت جلسة لعبة بالوت في إحدى مدن أو قرى المملكة، فلعل وعسى يجدون مادة يطيرون بها فرحا ويبثونها على حسابتهم وقنواتهم!

وفي هذا الوقت بالذات أصبح السعوديون على دراية تامة بكل ما يوجه للمملكة من تهم أو حملات الهدف منها الإساءة لسمعة المملكة والنيل من مكانتها العالية، بل أصبحت هذه التهم والحملات محل تهكم وازدراء المواطن السعودي. فمصدر كل هذا جهات واحدة ومحدودة في إطار جغرافي معين وفكر معين، وتكرر نفسها عند كل فرصة تلوح لها بالأفق.

كانت وما زالت وستكون المملكة بفضل الله رقما صعبا في كل المجالات، ومنها الفضاء الرقمي. فهذا البلد لا يعرف الالتفات إلى الوراء، ويمضي قدما في مشاريعه وخططه نحو المستقبل، ويؤهل ويدعم أبناءه في كل المجالات، ويدع للآخرين الكلام وأحلام اليقظة.

aiman_altamimi@