شاكر أبوطالب

سوء الأحوال الجوية!

الاحد - 09 يونيو 2019

Sun - 09 Jun 2019

في نهاية شهر رمضان المنصرم انقطعت الخدمة الكهربائية في مناطق جازان وعسير ونجران في القطاع الجنوبي للمملكة، بعض الانقطاعات استمرت لساعات، وأخرى تكررت على مدار يومين في بعض المدن والمحافظات، وذلك نتيجة «سوء الأحوال الجوية» وترابط الشبكة الكهربائية. وأوضحت الشركة السعودية للكهرباء أن انقطاع الخدمة الكهربائية في المناطق الجنوبية كان بسبب عطل فني في أحد مولدات محطة الشقيق أخرجها من الخدمة، ورياح شديدة أسقطت أبراج نقل جهد عال.

وفي بداية شهر رمضان الماضي تأخرت العديد من رحلات الطيران بين ساعتين وثماني ساعات، وتزامن ذلك مع بدء الإجازة الصيفية وحلول رمضان، نتج عن ذلك تكدس المئات من المسافرين في صالات المطارات، وإعادة جدولة كثير من الرحلات. وأوضحت الخطوط الجوية السعودية أن تأخير رحلات الطيران كان بسبب تصادف سوء الأحوال الجوية مع بروز بعض الأعطال الفنية، مما أثر على بعض الرحلات وأدى إلى تأخرها ومن ثم تأخر الرحلات التي تليها.

ومن حسن طالع «الأحوال الجوية» أن هذه الحوادث وغيرها يتوفر لها مثيلات في الماضي القريب والبعيد، في دلالة على عدم الاستفادة من التجارب السابقة.

ولسوء حظ «الأحوال الجوية» أنه في الوقت الراهن يمكن، وبدرجة عالية من الدقة، معرفة كثير من المعلومات عن حالة الطقس وطبيعة المناخ، بل وتتبع حركة السحب الممطرة واتجاهات الرياح ومسارات العواصف من خلال عدد من التطبيقات على الهاتف الذكي. لذا أنصح الشركة السعودية للكهرباء والخطوط الجوية السعودية باستخدام هذه التطبيقات، لتتمكنا من الاستعداد والتبكير لمواجهة حالات مماثلة قد تحدث مستقبلا.

لا شك أن جميع الخدمات الأساسية والعامة في المملكة يمكن تطوير أدائها والارتقاء بها لمواكبة طموح القيادة، من خلال قياس مدى رضا المستفيدين، وجمع معلومات عن جودة الخدمات، وعبر أدوات مختلفة، أبرزها: الاستطلاعات والاستبيانات الدورية لآراء المستفيدين، وزيارات المتسوقين السريين، والخطوط الهاتفية ووسائل التواصل الاجتماعي المخصصة للشكاوى والاقتراحات، والمقارنة مع مستوى الخدمات الأساسية والعامة في أبرز الدول المتقدمة.

وخلال شهر رمضان الماضي، قدم المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة «أداء»، تجربة لقياس رضا المعتمرين عن 39 خدمة حكومية، المقدمة لهم خلال رحلتهم لأداء العمرة، نفذت هذه التجربة من قبل 16 جهة حكومية، وفي 14 موقعا للقياس. والهدف من القياس هو دعم عمليات تحسين الخدمات الحكومية وتطويرها، وإتاحة الفرصة للمعتمرين للمشاركة في تقييم خدمات الأجهزة العامة، إضافة إلى تمكين صانع القرار من اتخاذ القرارات اللازمة لتحسين الخدمات الحكومية المقدمة وفق تقارير ونتائج قياس واقعية. وشملت المعايير المعتمدة في القياس الإجراءات والسرعة والمخرجات وأداء الموظفين وجاهزية المكان والنظام الالكتروني.

وبكل بساطة ويسر وسهولة، يمكن جدا تعميم هذه التجربة على جميع الخدمات الأساسية والعامة، لأن «أداء» مركز حكومي مستقل ويرتبط تنظيميا برئيس مجلس الوزراء، ويترأس مجلس إدارته ولي العهد، ويهدف إلى قياس أداء الأجهزة العامة وأهدافها الاستراتيجية، ومساهمتها في برامج الرؤية، إلى جانب قياس جودة الخدمات ورضا المستفيدين.

shakerabutaleb@