أحمد صالح حلبي

المملكة توحد الشعوب وتجمع الصفوف

الجمعة - 31 مايو 2019

Fri - 31 May 2019

بكلمات نابعة من الفؤاد تعبر عن حالة الأمتين العربية والإسلامية، وحاجتهما للوحدة والتضامن، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوته لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقادة الدول العربية، وقادة الدول الإسلامية، لعقد قمم طارئة في رحاب أم القرى مكة المكرمة، ومن جوار البيت العتيق، من «باب الحرص على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية، في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، «وفي ظل الهجوم على سفن تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفط بالمملكة».

وهي دعوة تؤكد حرص المملكة على الاستمرار في النهج الذي رسمته منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله، والمرتبط بالعمل على وحدة الشعوب العربية والإسلامية وجمع صفوفها.

والكل يذكر ما قاله الملك عبدالعزيز أمام حجاج بيت الله الحرام عام 1348 هـ بأن «الغاية من هذا الاجتماع هو التعارف والتآلف، لعل الله يوفقنا بذلك لخدمة الدين ونشر حقيقته».

ويعتبر كثير من الساسة أن الملك سعود - رحمه الله - هو أول من نادى لعقد مؤتمر عربي شعبي، حيث قال في حديث نشرته مجلة المصور المصرية عام 1373هـ «أدعو العرب جميعا إلى عقد مؤتمر شعبي لتكون الشعوب العربية على اطلاع ومعرفة بجميع الحقائق، نريد تآلفا بين الدول العربية في ميادين السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية، وأنا في مقدمة الذين يهدفون إلى هذا الاتجاه ضمن ميثاق الجامعة العربية».

ولا ينسى الجميع دعوة الملك فيصل ـ رحمه الله ـ للتضامن الإسلامي ووحدة المسلمين، ومواقفه الحازمة وما قاله في مؤتمر القمة الإسلامي الأول الذي عقد بمدينة الرباط بالمملكة المغربية عام 1389 هـ، والذي أكد من خلاله على ضرورة الخروج بعمل إسلامي موحد.

وتأكيد الملك خالد ـ رحمه الله ـ في كلمته بعد مبايعته بالحكم في 13 ربيع الأول عام 1395 هـ أن «من أهم الركائز التي قامت عليها سياستنا الخارجية هي الدعوة إلى التضامن الإسلامي لرفع شأن المسلمين في أقطارهم وتقوية أواصر التعاون بينهم».

وحرص الملك فهد ـ رحمه الله ـ على دعم التضامن الإسلامي والعمل من أجله بقوله إن «المملكة واحدة من دول أمة الإسلام، هي منهم ولهم، نشأت أساسا لحمل لواء الدعوة إلى الله، ثم شرفها الله لخدمة بيته وحرم نبيه، فزاد بذلك حجم مسؤوليتها، وتميزت سياستها، وتزايدت واجباتها».

وقول الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في الكويت «إن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة أكثر مما بقيت لأن إسرائيل تماطل فيها ولا تريد تنفيذها وإنه أمام إسرائيل خياران إما الحرب أو السلام، وإن العرب قادرون على الصمود والحرب لاستعادة الأرض والكرامة المسلوبة».

واليوم يجدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ حرص المملكة على تضامن الشعوب العربية ووحدة صفها، في رحاب مكة المكرمة وخلال أيام رمضان المبارك، مؤكدا أننا قادرون على اجتياز الصعاب بتوحيد كلمة القادة، ونبذ الخلافات، وأن المملكة العربية السعودية ستظل دوما المنطلق الدائم لكل دعوة تضامنية.

[email protected]