محمد أحمد بابا

‫تغريدات في فشل المؤسسات

الأربعاء - 29 مايو 2019

Wed - 29 May 2019

تفشل المؤسسة وهي تتمسك بموظف قديم مقابل موظف مستجد بحجة المعرفة الاحتكارية، وحين تتبع العثرات ولا تسعى للأخذ بيد المحبطين.

تفشل المؤسسة التي تبرع في نصب فخاخ جهالة للموظف لتعاقبه أو تهدده، والتي لا تتفقد أحوال صغار موظفيها الإنسانية قبل كبارهم، ولا تحفز على الابتكار والإبداع ولا ترعى ذلك وتدعمه وتشجعه ماديا ومعنويا.

تفشل المؤسسة التي لا تصنع القادة، ولا تدعم الشابة والشاب الوطنيين بفرص عمل حقيقية، ولا تسعى إلى توطين الوظائف، وإذا لم تستطع استقطاب الكفاءات بأدوات اختيار محكّمة وموضوعية، وإذا لم تتبن المتدربين والمتطوعين في خطة تنويع محكمة.

تفشل المؤسسة التي لا تحسن التعريف عن نفسها والتعريف بأنشطتها، وحين يفقد موظفوها الثقة ببعضهم البعض، وتفشل حتما حين لا ترد على عملائها عبر وسائل التواصل، وتغلق على نفسها دون المجتمع.

تفشل المؤسسة التي تشعر بالحساسية تجاه تقييم الجهات المهنية لأدائها، ولا تملك سياسة تخطيط التطوير المهني لمنسوبيها، ولا تبريرا لبعض الأعمال للموظفين ليقوموا بها.

تفشل المؤسسة التي تؤخر تعريف المستجدين بهويتها وأهدافها ورسالتها ومنظومة العمل بها، وتظن أن الشباب ليسوا أهلا للقيادة، والتي تنتظر شكاوى تويتر لتتحرك نحو جادة صواب.

تفشل المؤسسة إذا لم يتعلم منسوبوها من قائدها جديدا، وحين لا تملك أدوات المتابعة والمراقبة المهنية الموضوعية.

تفشل المؤسسة الارتجالية التي لا تضبط تواصل كوادرها البشرية لعلاقات إنسانية متميزة، والتي لا تصنع مناخا سليما لمبادرات موظفيها وترعاها وتخطط لها وتنفذها وتكرم أصحابها، وإذا لم تكن واعدة التقاط لتطورات الرؤى والاستراتيجيات العامة، حين تظن بأن لا حاجة لها في القطاع الخاص، ولا تهتم بخفض التكاليف وزيادة الإنتاج، والتي يتخذ كل موظف فيها سكرتيرا له في خنادق مزعجة، والتي لا تعترف بالخطأ وتعالجه.

تفشل المؤسسة إذا لم تحدد مهام موظفيها كتابة وتوضيحا في مهنية توصيف، وإذا لم تقرأ الواقع ومجريات الأحداث وتسارع الزمن، وإذا لم توفر سياسة عدل ومساواة ظاهرا وباطنا، وحينما لا تضع ملف إنجاز الموظف وبياناته نصب عينيها.

تفشل المؤسسة حتما عندما تفرط في التوثيق والتخطيط، وإذا لم تستطع إثراء الولاء لها من منسوبيها، وحين لا تقدر شركاءها الخارجيين ولا تهتم بهم، وتفشل حين لا تركز على رضا المستفيد حقيقة وقياسا، وعندما لا ترقى لوجود بدائل ممارسات ولا خيارات إجراءات، وتحجب الأدلة الإجرائية واللوائح والنظم عن موظفيها، ولا تملك وضع قيمة نوعية لمختلف أهدافها.

تفشل المؤسسة إذا لم تنسب فيها المعلومات والمعرفة بين موظفيها كنهر يغترف منه الجميع، وتعرض صفحا عن تقنية تضبط العمل لأوراق وتصويرها وتوقيعها وختمها، وإذا لم تلتزم بمواعيد وقيم وأطر مخرجات التقويم.

تفشل المؤسسة في أي وقت يشعر فيه منسوبوها بالظلم، وتُغلق أبواب مكاتبهم وهم فيها، وتفشل حين لا تملك خطط تنفيذ واقعية. وتفشل حين تفتقد ثقافة الفخر بنجاح الفريق، وعندما يكون رأس همها حضور وانصراف، وحين تصبح فيها مهارات أسرار عمل.

وأخيرا: تفشل المؤسسة عندما يقال لك تعال بكرة لأن فلانا غائب.. لكن كل مؤسسة تنجح بتوظيف شباب وشابات الوطن.

albabamohamad@