حسن علي القحطاني

في قمة مكة.. الحياد يعني الانحياز

السبت - 25 مايو 2019

Sat - 25 May 2019

منذ عام 79 حتى الآن وإيران تعلن العداء للمملكة العربية السعودية، حتى إن الخميني كان يقول: يمكن التصالح مع صدام حسين ولا يمكن مع الرياض. فلما انتهى زمن صدام، حاولت السعودية عبر القنوات الدبلوماسية فتح مسارات للتواصل مع نظام طهران من أجل إقناعهم بتغيير خططهم التوسعية، لكن الملالي ظلوا سائرين في مشاريعهم الأيديولوجية المبنية على تصدير مشروعهم الثوري إلى دول الجوار، والسعي للسيطرة على مفاصل كل الدول المجاورة بزرع أذرع موالية لهم، مع الاعتماد على الطائفية المقيتة لإذكاء الخلاف والاختلاف بين أبناء الملة الواحدة.

من المؤسف أنه خلال أكثر من 40 عاما كانت طهران ولا زالت تستغل أتباعها مذهبيا من العرب كوسيلة تشعل بها الفتن في كل الدول العربية المجاورة لها، فالعراق ضاق ذرعا بميليشيات الحشد الشعبي الإيرانية، وسوريا تعاني من حرب إبادة طائفية يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني، فيما يصيب لبنان شلل سياسي واقتصادي بسبب حزب الله الموالي لطهران، بينما يشهد اليمن أقسى مراحله التاريخية بسبب جرائم ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

إن ما أحدثته إيران من فوضى سياسية في هذه الدول أدى إلى فساد لا يمكن أن تستمر معه قيم العيش والتعايش المشترك، وأصبحت المواجهة مع هذا النظام حتمية، وأفضل الطرق ما يكون بدون حرب، أو بأقلها خسائر، وحصار إيران الشديد، وحصار كل أذرعها في المنطقة، وردع من ينقض حصار إيران بالعقوبات والمقاطعة، كل ذلك كفيل بإسقاط نظام ملالي طهران على يد الثوار، أو تأجيج الانقسام الداخلي الذي بدأ بشدة الرعب والإحباط والخوف من السقوط لدى المسؤولين الإيرانيين، مما شكل مواقف رسمية وتصريحات متناقضة، مما يعني ولادة تيار سيجر إيران صاغرة إلى الاستسلام والرضوخ للإرادة الدولية، والتخلي عن مشاريعها النووية والتوسعية في المنطقة.

إن شدة الضغط على نظام طهران ولدت ردة فعل شهدناها بالاعتداءات على سفن تجارية أمام سواحل الفجيرة، واستهداف خط نفط شمال الرياض، ثم قصف المنطقة الخضراء في بغداد، كل هذا لافتعال مواجهة تخفف عنها الضغط الداخلي وتخفف ألم الحصار، لذا سارعت السعودية والإمارات إلى إعلان استعدادهما التام للرد عسكريا في حال تكرار هذه الاعتداءات، إلا أنهما تفضلان عدم الدخول في مواجهة عسكرية الآن مع نظام بدأ ينهار فعليا، فإن فرضت الحرب ستكون النتيجة تخليص العالم والشعب الإيراني من حكم كهنوتي ظالم، والطريقتان تؤديان إلى نتيجة واحدة وجيدة بالنسبة للمنطقة وللعالم كله.

أخيرا، قمم مكة الإسلامية والعربية والخليجية ستعقد هذا الأسبوع، وأي ادعاء للحياد من قبل بعض الدول العربية والإسلامية أو حتى من بعض النخب السياسية أو الثقافية هو انحياز لإيران، ولن يكون مقبولا بعد هذه الأزمة من أي منحاز المبررات الواهية التي تلت حرب تحرير الكويت، فالسعودية هي قائدة ميدان المواجهة ورأس الحربة في وجه نظام طهران، والتاريخ يسجل والأمم لا ترحم.

hq22222@