كيف تصدت السعودية و الكويت و البحرين و أفغانستان لمؤامرات إيران؟

الكويت كشفت خلية تجسس.. البحرين اتهمت الملالي بتنظيم انقلاب.. والسعودية تصدت للمؤامرات الفاشلة
الكويت كشفت خلية تجسس.. البحرين اتهمت الملالي بتنظيم انقلاب.. والسعودية تصدت للمؤامرات الفاشلة

الجمعة - 24 مايو 2019

Fri - 24 May 2019

حملت العمليات التخريبية التي قامت بها إيران عبر وكلائها في المنطقة، والتي استهدفت سفنا تجارية في الخليج العربي ومنشآت نفطية سعودية، ومحاولة ضرب منشأة حيوية في نجران مؤشرات مهمة على ضرورة اقتلاع الخطر الإيراني من المنطقة، وضرب كل الأذرع التابعة للملالي.

وطالبت تقارير صدرت أخيرا من مؤسسات بحثية كبرى جميع دول العالم بالتكاتف مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للقضاء على الخطر الإيراني الداهم، الذي يشكل تهديدا حقيقيا للسلم العام وللأمن الوطني لمختلف الدول، بعدما تحول الإرهاب إلى لغة عالمية، وطالت الحوادث الآثمة عددا كبيرا من دول العالم من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية.

واستعرضت تقارير صادرة عن مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي الدول التي شهدت أنشطة تخريبية من وكلاء إيران في المنطقة، بداية من المملكة العربية السعودية، مرورا بالكويت والبحرين وصولا إلى أفغانستان.

السعودية

منذ عام 1979 سعى النظام الإيراني إلى «تصدير» الثورة في جميع أنحاء الخليج العربي، وحاول الإيرانيون استغلال وجود عدد من المسلمين الشيعة في السعودية، تتركز الغالبية العظمى منهم في المنطقة الشرقية، مثل القطيف والدمام والأحساء، والتي، كما تلاحظ هيئة الإذاعة البريطانية «تضم أكبر حقول النفط ومنشآت المعالجة والتكرير»، وذلك بحسب موقع The Iran Primer.

نتيجة لذلك سعت إيران غالبا إلى إثارة الاضطرابات بين السكان الشيعة في هذه المناطق، وأشعلت اضطرابات كبيرة في القطيف في نوفمبر عام 1979. وشجعت ادعاءات آية الله الخميني بأن الملكيات الوراثية لا تتفق مع الإسلام إثارة الفتنة بين الشيعة في القطيف.

في 31 يوليو 1987 حرض عناصر من الحرس الثوري الإيراني الحجاج الإيرانيين على أعمال شغب خارج المسجد الحرام في مكة المكرمة خلال موسم الحج السنوي، وبينما هتف 155 ألف حاج إيراني «الموت لأمريكا» وواجهوا شرطة مكافحة الشغب السعودية، تلا ذلك تدافع أسفر عن مقتل عدد منهم.

مؤامرات فاشلة

بعد هذه الهجمات بفترة قصيرة نفذ حزب الله في طهران التدخل الإيراني من خلال شن هجمات على صناعة البتروكيماويات السعودية، واستهداف اغتيالات للسياسيين السعوديين في جميع أنحاء العالم، وعدد من المؤامرات الفاشلة التي تنطوي على متفجرات وضعت بالقرب من المسجد الحرام في مكة.

في 25 يونيو 1996 ظهرت أيادي طهران في الحادث الإرهابي الذي تعرض له المجمع السكني لأبراج الخبر في الظهران، حيث يسكن به عدد من القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، والتي تدعم العمليات الجوية في العراق. أسفر الهجوم عن مقتل 19 عسكريا أمريكيا وسعودي واحد، وجرح آخرين.

وجهت أصابع الاتهام إلى إيران بشأن الهجوم السيبراني في أغسطس 2012 على أرامكو، أكبر شركة نفط في العالم. أدى هذا الهجوم إلى تعطيل أكثر من 30000 جهاز كمبيوتر تديره أرامكو، مما عطل العمليات لمدة أسبوعين تقريبا، وذلك بحسب واشنطن بوست.

التصدي لإيران

اعتبر المسؤولون السعوديون الدعم الإيراني للاضطرابات في البحرين الحليفة بمثابة «خطر أساسي» على الأمن القومي السعودي، وبالتالي أرسلت المملكة 1000 جندي إلى البحرين في 2011 في محاولة لتحقيق الاستقرار في البلاد ومنع النفوذ الإيراني من الانتشار إلى البر الرئيسي السعودي.

وبالمثل دعمت السعودية قوات الحكومة اليمنية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وأدانت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشدة دعم إيران للحوثيين وتدخلها في شؤون الدول العربية «لقد أدى تدخلهم إلى إشعال عدم الاستقرار. لقد خلقوا الخراب في منطقتنا من العالم».

منذ 2015 استخدم الحوثيون الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرتهم كمنصات لإطلاق أكثر من 200 صاروخ وطائرة بدون طيار على السعودية. واستهدفت هذه مدنا متعددة بما في ذلك الرياض. وشملت المواقع المستهدفة القواعد والمرافق العسكرية ومصافي النفط ومطار الرياض الدولي ومراكز التسوق.

علاوة على ذلك، كما تشير دائرة أبحاث الكونجرس «منذ عام 2016 استهدف الحوثيون بشكل دوري السفن التجارية والعسكرية التي تعبر البحر الأحمر وتقوم بدوريات فيه، باستخدام الألغام البحرية وقاذفات القنابل الصاروخية والقذائف المضادة للسفن والأجهزة المتفجرة المرتجلة المنقولة بالماء». وزودت إيران الحوثيين ببعض الأسلحة المستخدمة، بما في ذلك صواريخ كروز الساحلية للدفاع البحري، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفرنسية وموقع راديو فرادا.

البحرين

كانت مملكة البحرين معرضة بشدة للأطماع الإيرانية. وكانت علاقات طهران مع المنامة أكثر من طائفية، حيث يدعي الإيرانيون دائما بأن الإمبراطوريات الفارسية المتعاقبة على البحرين لقرون عدة انتهت في ثمانينات القرن التاسع عشر.

لم تتخل إيران عن مطالبها الإقليمية حتى عام 1970، ومع ذلك منذ عام 1979 حاول النظام الإيراني بإصرار إثارة الفتنة الطائفية في البحرين، بل أشار إلى سيادته السابقة على الجزيرة. في سبتمبر 1979، وبعد أشهر فقط من عودة آية الله روح الله الخميني إلى إيران من المنفى، حذر صادق روحاني (رجل دين بارز) من أنه إذا كانت البحرين «لا تريد التوقف عن قمع الشعب واستعادة الشريعة، فسوف ندعو شعب البحرين ليطالب بملحق الحكومة الإسلامية في إيران».

ابتداء من التسعينات حتى يومنا هذا اتهمت السلطات البحرينية إيران بقيادة سلسلة من الاحتجاجات. على سبيل المثال اتهمت السلطات في المنامة رجل الدين الشيعي علي سلمان بتنظيم مثل هذه الحملات عام 1994، والتي حصلت، حسب بعض التقديرات، على ما يصل إلى 25000 توقيع. وأدى ذلك إلى استدعاء كل من البحرين وإيران سفيريهما، حيث أكدت السلطات البحرينية أن الالتماسات «تم التخطيط لها ودعمها بواسطة دعاية أجنبية»، بدلا من أن تكون محلية. وفي يونيو 1996 اتهمت السلطات البحرينية إيران بتنظيم انقلاب، وذلك بحسب موقع aei.

في سبتمبر 2015 كشفت البحرين عن مصنع أسلحة إيراني غير مشروع يهدف إلى تزويد العناصر المسلحة داخل المعارضة بأسلحة ثقيلة لإذكاء الاضطرابات في المملكة، واستدعت البحرين سفيرها لدى إيران في الشهر التالي، وألقت القبض على 47 عضوا في خلية مرتبطة بإيران كانت تخطط لتنفيذ هجمات وشيكة.

أفغانستان

النفوذ الإيراني في أفغانستان له جذور عميقة تعود إلى القرن الخامس عشر عندما كانت مدينة هيرات الأفغانية عاصمة للإمبراطورية الفارسية.

وتشترك إيران في العلاقات مع مجموعات مختلفة من أفغانستان، وخاصة الطاجيك الناطقين باللغة الفارسية والشيعة هازارا. خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان دعمت إيران جهود المقاومة وفتحت حدودها أمام اللاجئين الأفغان، وذلك بحسب موقع مجلس العلاقات الخارجية.

في عام 2014 أضافت وزارة الخزانة الأمريكية ثلاثة من نشطاء قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني و»شريكا» واحدا إلى قائمتها الخاصة بالإرهابيين العالميين لجهودهم في «تخطيط وتنفيذ الهجمات في أفغانستان»، بما في ذلك توفير الدعم اللوجستي من أجل تعزيز مصالح إيران في المنطقة. وصرحت وزارة الخزانة أن هذه التسميات «تؤكد على استخدام طهران للإرهاب وعمليات الاستخبارات كأدوات للتأثير على حكومة جمهورية أفغانستان».

الكويت

لطالما حاولت إيران زيادة نفوذها على الكويت بسبب احتياطيات النفط الواسعة، والقرب من الخليج، وأهمية الأمن الأمريكي والسعودي.

وبحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكي زاد توتر العلاقة بين الكويت وإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، ردا على قيام الكويت بشحن النفط العراقي. بدأت إيران في مهاجمة السفن والمصافي الكويتية وشن هجمات إرهابية على الأراضي الكويتية.

في عام 1983 استهدف عناصر من حزب الله المدعوم من إيران، كما لاحظ أحد المحللين «السفارتين الأمريكية والفرنسية، ومطار الكويت، وشركة البترول الكويتية الوطنية للبترول، وحكومة محطة كهرباء مملوكة»، في تفجيرات انتحارية منسقة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة تسعين آخرين، ونتيجة لذلك سجنت الكويت 17 شخصا لتورطهم في هذه الهجمات، بمن في ذلك عدد من أعضاء حزب الله.

من أجل الضغط على الكويت للإفراج عن هؤلاء السجناء الـ 17، والمعروفين باسم «الكويت 17»، وجهت إيران حزب الله للانخراط في حملة من الإرهاب والخطف في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وفي 1984 تم اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية الرحلة 221 التي كانت في طريقها إلى باكستان وتم تحويلها إلى طهران. وعلى الرغم من أن إيران اعتقلت في نهاية المطاف الخاطفين، إلا أن الجناة قتلوا اثنين من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ولم يحاكموا قط في المحاكم الإيرانية، وسمح لهم بمغادرة البلاد. في العام التالي حاول حزب الله اغتيال أمير الكويت من خلال قيادة سيارة محملة بالقنابل في الموكب، بحسب موقع نيويورك تايمز.

في الآونة الأخيرة كشفت الكويت عن عمليات سرية إيرانية تهدف إلى تقويض التعاون العسكري الأمريكي الكويتي وإذكاء التوترات الطائفية في الكويت.

وفي أبريل 2011 أبلغ وزير الخارجية الكويتي عن اكتشاف خلية تجسس إيرانية كانت تعمل في الكويت منذ أن غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003. وكانت الخلية «تراقب الوجود العسكري الأمريكي وتمتلك متفجرات لقصف المنشآت الاستراتيجية، بالإضافة إلى قوائم أسماء الضباط والمعلومات الحساسة للغاية». وجاء هذا الإعلان في أعقاب الحكم الصادر في مارس على اثنين من الإيرانيين وكويتي بتهمة التجسس نيابة عن إيران، وتزامن ذلك مع طرد عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين من الكويت.