عبدالله محمد الشهراني

الصوم والعيد في ميادين الشرف

الخميس - 23 مايو 2019

Thu - 23 May 2019

فطور شهي وسط العائلة، وصلاة تراويح في المسجد المجاور، وتسوق مسائي في مجمع تجاري أو منطقة تاريخية. هل أشتري «مشلحا» جديدا أم (أغير السنة هذه) وأقتني «دقلة»؟ وهل غترة أفضل أم شماغ؟ هل الفستان الأزرق أحلى أم ذلك الأخضر يوم العيد؟ هل أشتري للأولاد ثيابا أم بدلا رسمية؟ وهل أصلي العيد في مسجد الحي أم في مصلى العيد الكبير؟ هل أحضر فطور العيد (عند أهل زوجي) أم في بيت الوالد؟

مشاهد ولحظات جميلة وممتعة جدا يفتقد لذتها رجال ونساء في قطاعات كثيرة. صوم وعيد في ميادين الشرف. بضع تمرات في الجيب ويدان تصوبان السلاح تجاه العدو، إفطار بدون أذان أو ربما كان الأذان باللاسلكي، تمضي الدقائق وربما الساعات ولا فرصة للإفطار، مجرد اختطاف سريع لبضع تمرات. وفي السماء يحلق بالطائرة القتالية نحو الهدف مؤجلا الإفطار إلى أن تنتهي المهمة، والقائد في غرفة العمليات لا شهية له ينتظر الأخبار ويرسل التوجيهات.

نساء ورجال (عسكريين ومدنيين) نذروا أنفسهم دفاعا عن الوطن وخدمة للمجتمع. طبيبات وممرضات فاتهن السحور وهن في غرفة العمليات، ومبتعث يدرس بعيدا عن الوطن يفطر لأول مرة خارجه بدون أذان، يأكل بغصة والدمع يغلبه. وملاح جوي يشاهد عرض أزياء لبناته وهن يرتدين الملابس التي سوف يذهبن بها إلى صلاة العيد. وجندي ينظم حركة المشاة في المسجد الحرام يرى رسالة زوجته التي يظهر فيها مولودهما الأول بملابس العيد.

«من العايدين الفائزين يا ولدي، كل عام وأنت بخير يا بابا، عيد سعيد يا ماما، عيد مبارك يا خالي، عاد عيدكم يا ولد العم»، عبارات يشاهدها ويسمعها كل من كان موجودا في ميادين الشرف، إما عن طريق اتصال مرئي أو مقطع صوتي في الوتس اب. هذه الفئة لم تستمتع برمضان ولياليه، أفطرت وحدها أو مع زملائها، لم تختر لأبنائها ملابس العيد، وأولادهم ذهبوا إلى مصليات العيد إما مع أجدادهم أو أعمامهم أو أخوالهم، وبقي في البيت الذي لم يجد من يصطحبه إلى صلاة العيد أصلا. شكر جزيل وتحية تقدير، وخالص الدعاء وصادقه، أن يجزي الله تبارك وتعالى هذه الشريحة الغالية من أبنائنا وبناتنا عنا وعن الصائمين خير الجزاء.

(بابا فين صليت العيد؟)

الإجابة نيابة عن أبيك هي:

إننا بفضل أبيك -بعد فضل الله عز وجل -صلينا العيد وسعدنا به!

ALSHAHRANI_1400@