الفالح يدعو لعدم اتخاذ قرارات نفطية متسرعة بوجود بيانات متضاربة

عمليات التخريب لم تؤثر على إمدادات السعودية وندعو القوى العالمية لإدانتها
عمليات التخريب لم تؤثر على إمدادات السعودية وندعو القوى العالمية لإدانتها

الاحد - 19 مايو 2019

Sun - 19 May 2019

دعا وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح دول أوبك والمنتجين من خارجها لعدم اتخاذ قرارات متسرعة فيما يخص اتفاق «أوبك +» حول مستويات الإنتاج.

وقال الفالح خلال الاجتماع الرابع عشر للجنة المراقبة الوزارية المشتركة (JMMC) في جدة «عندما نضع كل هذه الأمور إلى جوار بعضها البعض، فمن المهم ألا نتخذ أي قرارات متسرعة، نظرا للبيانات المتضاربة وتعقيد الأوضاع والموقف المتغير باستمرار».

وأضاف، هذا هو السبب في قيامنا بتأجيل اجتماع «أوبك بلس» الذي كان من المقرر انعقاده في ديسمبر بمدينة فيينا، وعقد هذا الاجتماع بدلا منه لكي نتمكن من الحصول على معلومات إضافية.

وأكد «استغراق بعض الوقت الإضافي واتخاذ قرارنا في اجتماع أوبك المقرر انعقاده في يونيو سيتيح لنا الحصول على المزيد من المعلومات من أجل التوصل إلى أفضل قرارات ممكنة».

وقال الفالح «إن الصورة ضبابية جدا، حيث تحدد معالم السوق عبر إشارات متضاربة، فبعض الإشارات تظهر تقلصا في الإمدادات، بينما تبرز إشارات أخرى الوتيرة الصحية لإنتاج النفط الأمريكي، والتزايد المستمر للمخزون الأمريكي من النفط. وتبقى مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند متوسطها خلال السنوات الخمس الماضية، وهو مرتفع نسبيا بالمقارنة مع المستويات التي شهدتها تلك المخزونات في السنوات العادية نظرا لتراكم المخزونات الفائضة في السنوات الأخيرة. ويشكل هذا مقياسا رئيسا ينبغي متابعته من نواح عديدة. ولكن الخلاصة أنه لا يوجد أحد بيننا يرغب في رؤية تخمة في المخزون مرة أخرى، ولذلك فلا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه».

دواعي عدم اليقين

وأضاف «على جانب الطلب توجد عديد من دواعي عدم اليقين، حيث تقوم بعض المؤسسات بإجراء مراجعات بتخفيض تقديرات الطلب على النفط، غير أن تقارير أخرى تشير إلى أن الطلب في الدول من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (بقيادة الصين وروسيا والهند) ازداد بحوالي مليون برميل يوميا كمعدل نمو سنوي. ويبقى الناتج المحلي الإجمالي العالمي عند معدلات صحية إلى حد معقول، مع الأداء الثابت الذي يتصدره الاقتصاد الأمريكي والأداء القوي إلى حد ما للاقتصاد الصيني في بداية العام. ولكن النزاع التجاري المتصاعد بين نفس القوتين الاقتصاديتين الرائدتين في العالم يلقي بظلاله على النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي، وقد يكون لهذا أيضا تأثير معد على الدول الأخرى، وهو ما يمكن أن يتجلى في ضعف الطلب النفطي».

لا تأثير على الإمدادات

وأوضح «أن السعودية التي دائما ما كانت تتمتع بالاستقرار المستمر، وقعت ضحية لعمليات تخريب خطيرة في حادثتين متتاليتين خلال الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن تلك الأعمال الإرهابية لم تؤثر على إمداداتنا، فهي أحداث مؤسفة. وندعو زملاءنا الموجودين هنا، كما ندعو القوى العالمية، لإدانة أعمال العنف هذه، إذ إنها تهدد بقطع إمدادات الطاقة إلى العالم وتعرض الاقتصاد العالمي الذي يواجه رياحا معاكسة بالفعل لمخاطر إضافية».

مستويات غير مرضية

وأكد أن أوضاع السوق والمشاعر السائدة فيه لها تأثير كبير على الاستثمارات الأساسية العالمية. وعلى الرغم من وجود بعض التحسن في هذه الاستثمارات إلا أنها لم تصل بعد إلى مستويات مرضية، وهي عادة ما تعد مؤشرا جيدا للمزاج السائد في السوق. وقال «إن التراجع في المنحنى المستقبلي لا يمثل تشجيعا للمستثمرين، كما تعد مستويات حفارات النفط الأمريكية مؤشرا جيدا آخر، وهي لا تظهر قوة كبيرة، بل إنها تشهد ثباتا أو حتى تراجعا في واقع الأمر».

وأضاف «لذلك فباستطاعتكم أن تروا تضارب البيانات وما يثيره ذلك من دواعي عدم اليقين. وبكل وضوح، يجب علينا أن ندقق في هذه المعلومات ونتفهمها بهدف التوصل إلى قرارات حكيمة. وما يشكل هذه الحكمة هو رغبتنا في الحد من التقلبات، والمساعدة في الحفاظ على توازن الأسواق وتعزيز الاستقرار، وسوف يصب هذا في مصلحة الجميع، بمن فيهم المستهلكون والمنتجون».

هنري فورد في اجتماع «أوبك بلس»

استشهد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح بمقولة لهنري فورد خلال افتتاحه اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بجدة، مذكرا بكلماته المشهورة عندما قال:

أن نجتمع سويا هي البداية...

أن نبقى معا هو التقدم...

أن نعمل معا هو النجاح.

وأضاف، كلمات فورد هذه ربما تشير إلى التقدم الهائل الذي أحرزته مجموعتنا حتى الآن، على الرغم من بعض التحديات الخطيرة، ومع تقلب الأحداث بسرعة كبيرة طوال العام الماضي، خاصة خلال الشهرين المنصرمين منذ انتهاء اجتماع «أوبك بلس» الأخير في باكو.

وأضاف «أنه مع ذلك، لا يمكننا أن ندع نجاحنا المشترك يغطي على قصور الأداء الفردي، حيث لا ينبغي أن يؤخذ الامتثال على علاته أبدا، ويجب أن يتم توزيعه بالتساوي. ويحدوني الأمل في أن تكون المشاركة القوية لنخبة من الدول، والنتائج الواضحة لتلك المشاركة، قد أظهرت ما ستكون عليه الإمكانات الكاملة لمجموعة «أوبك بلس» إذا قام الجميع بأداء أدوارهم بشكل كامل، فالترابط، والمظاهر العملية لهذا الترابط، يعد مفتاحا رئيسا للنجاح، سواء تعلق الأمر بالامتثال أو العمل بشكل موحد على نطاق أوسع».