مليونية الأرض ترفع شعار "القدس فلسطينية"

مسيرات الغضب ترفض تهويد المدينة المقدسة.. والبرلمان العربي يطالب بتحرك المجتمع الدولي
مسيرات الغضب ترفض تهويد المدينة المقدسة.. والبرلمان العربي يطالب بتحرك المجتمع الدولي

الخميس - 16 مايو 2019

Thu - 16 May 2019

انتفضت غزة عبر مليونية الأرض أمس من أجل القدس، وانطلقت مسيرات الغضب في جميع المدن الفلسطينية مواكبة مع يوم النكبة الذي صادف أمس، إثر إعلان قيام دولة إسرائيل وما تلاه من اقتلاع وتمييز عرقي وتشريد جماعي وقتل واضطهاد ومصادرة ممتلكات وحرمان للشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 مقدسيا من محافظة القدس المحتلة أمس. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت عشرة فلسطينيين من بلدة العيسوية، من بينهم موظفة في هيئة شؤون الأسرى والمحررين وأمين سر حركة فتح، عقب دهم منازل ذويهم في البلدة، كما اعتقلت تلك القوات الشاب مهند خويص، عقب دهم منزل ذويه في حي جبل الزيتون - الطور المطل على القدس القديمة.

موقف حازم

وطالب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ موقف دولي حازم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في العودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وأكد السلمي بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني باتخاذ خطوات عاجلة وجادة وفاعلة على أرض الواقع لتوفير الحماية الدولية له، ووقف القوانين العنصرية والجرائم البشعة التي تقترفها القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل منذ 1948م.

وأشار رئيس البرلمان العربي إلى استمرار سياسة الغطرسة الإسرائيلية القائمة على تحدي المجتمع الدولي، من خلال ممارسات الترهيب والتهجير والقتل والتطهير العرقي للفلسطينيين، مناشدا في الوقت نفسه الأطراف الفلسطينية لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية.

ذكرى أليمة

واستذكرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي مرور واحد وسبعين عاما على نكبة فلسطين أرضا وشعبا، وأوضحت أن هذه الذكرى الأليمة «لا تزال حية في ذاكرتنا الفردية والجماعية، في وقت تتفاقم فيه معاناة الشعب الفلسطيني بسبب ما سببته النكبة وما تستمر إسرائيل، قوة الاحتلال، باقترافه من نهب للأرض، وهدم للمنازل، وارتكاب للمجازر، وتدنيس للمقدسات، فضلا عن سياسات تهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ضاربة بعرض الحائط كل قيم الإنسانية وقرارات الشرعية الدولية».

وأضافت: إن الشعب الفلسطيني لا يزال مثالا عز نظيره في التضحية والكفاح والصمود والإيمان بعدالة قضيته، والتمسك بحقه في العودة إلى وطنه، والحياة فيه بحرية وكرامة، رافضا كل المحاولات الرامية لإقصائه، وإلغاء تاريخه وذاكرته وهويته الوطنية. وتحل هذه الذكرى الأليمة من جديد وتتوالى فصولها منذ أكثر من سبعة عقود نتيجة عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لتذكير المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه تصحيح الظلم التاريخي الذي ما زال واقعا على الشعب الفلسطيني.

مقاضاة أمريكا

أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي أنه سلم مسجل محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية لائحة دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية لنقلها سفارتها لدى إسرائيل إلى مدينة القدس.

وقال المالكي في بيان صحفي إن لائحة الدعوى استندت إلى أن خطوة الولايات المتحدة تعد مخالفة واضحة لقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وأضاف أن تقديم لائحة الادعاء يأتي استمرارا لإجراءات التقاضي التي شرعت بها فلسطين منذ 29 سبتمبر الماضي عندما تقدمت بطلب تحريك الدعوى ضد الولايات المتحدة، وهو ما استجابت له المحكمة بإصدارها أمرا لتحديد توقيت تقديم المرافعات الخطية، وحددت السقف الزمني لتسليم هذه المرافعات بتاريخ 15 مايو الجاري من دولة فلسطين، وتاريخ 15 نوفمبر 2019 لتقديم لائحة الادعاء من قبل الولايات المتحدة.

تصريحات وقحة

اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، تصريحات السفير الأمريكي لدى إسرائيل دافيد فريدمان، المتعلقة بمضاعفة مساحة السفارة الأمريكية بالقدس «وقاحة سياسية وشراكة للاحتلال في أراضي دولة فلسطين».

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مجدلاني قوله «الديمقراطية الأمريكية تكشف عن وجهها الحقيقي بمساعدة ودعم الاحتلال، وكذلك فرض القوانين والتشريعات الأمريكية بعيدا عن القوانين الدولية وقرارات الشرعية التي تؤكد أن القدس محتلة وتنطبق عليها قرارات الشرعية الدولية».