طارق جابر

العمليات الجراحية في رمضان

الجمعة - 03 مايو 2019

Fri - 03 May 2019

يخضع كثير من الناس لعمليات جراحية في رمضان، بعضها عمليات طارئة ولا بد منها، وهذه لا مجال ولا طائل من نقاشها، لأنها تخضع لقانون الضرورات التي تبيح المحظورات.

وهناك من يخضع لعمليات اختيارية قد يكون من الوارد طبيا تأجيلها، لكن يرى المريض أن يجريها في رمضان لأسباب عدة، كطول لائحة الانتظار التي قد تمتد لفترات غير منطقية أحيانا تجعل المريض غير قادر على تفويت فرصة إجراء العملية، أو قد يفضل المريض إجراءها لأسباب أخرى مرتبطة بظروف العمل والإجازات أو لتواجد الأهل معه في هذه الفترة، ولأمور تتعلق بالتأمين وغيرها كثير.

ونحن هنا سنناقش الأمر من ناحية طبية بحتة، دون التطرق إلى الجانب الشرعي الذي قد يكون غيرنا مؤهلا أكثر للخوض فيه.

وقبل البدء أرى أنه من الواجب أن أبدأ بقاعدتين أساسيتين قبل الدخول في التفاصيل.

الأولى: إذا كان المريض سوف يصوم ويستطيع تأجيل العملية لما بعد رمضان فليفعل ذلك، وهذا هو الحل الأسهل والأقرب للصواب.

والثانية: إذا أجرى العملية فالأولوية هي الحفاظ على الحياة والصحة وعدم التقصير في ذلك، والله غفور رحيم.

بعض العمليات البسيطة جدا يمكن إجراؤها تحت تخدير موضعي ولا تتطلب الإفطار، أو يمكن عملها بعد الإفطار وهذا أفضل.

النوع الآخر يتطلب تخديرا عاما وإعطاء سوائل في الوريد وستؤدي حتما للإفطار، لكن يمكن نظريا الصيام في الأيام التي تليها، وتكون المشكلة فيها أنها قد تحتاج لمضادات حيوية يمكن أحيانا حلها بإعطاء أنواع من المضادات تعطى مرة واحدة في اليوم أو قد تحتاج لمسكنات للألم يمكن إعطاؤها عند الضرورة على شكل حقن أو لصقات أفتى كثير من العلماء بأنها لا تفطر. لكن يجب الالتزام بإرشادات الطبيب في هذه الحالات، لأن بعض الأدوية قد تؤثر على الكلى في حالة الجفاف، وبعضها يجب أن يجدول بحسب مواعيد الوجبات.

بالنسبة لعمليات السمنة التي يضطر كثيرون لإجرائها في شهر الصوم أو قبله بقليل لما ورد من أسباب، فمن الضروري معرفة التالي:

01. سيكون هناك أفطار وقضاء وقد يطول، ولن يكون من الطبيعي إجراء العملية ومواصلة جدول رمضان وكأن شيئا لم يكن.

02. ما هو ممنوع في غير رمضان ممنوع في رمضان، ولا مفاصلة في ذلك، ويشمل هذا الحلويات والمشروبات الرمضانية الغنية بالسعرات والسكريات.

03. الأولوية للصحة وعدم الإضرار بالجسد، وقد يتطلب ذلك إفطار أيام كثيرة.

04. في فترة الإفطار يجب تعويض ما فات في فترة الصيام من سوائل وعناصر غذائية.

05. عكس العادة ننصح الناس بالراحة لفترات طويلة أثناء ساعات الصيام، والبقاء مستيقظين أكثر من الإفطار للسحور أو الفجر.

06. فيما يتعلق بالتمر يسمح بواحدة أو اثنتين فقط، ويتم خصمها من حصة الفواكه، ويفضل تجنب الأنواع عالية السكر مثل السكري واستبداله بالعجوة أو غيرها.

تقبل الله صيامنا وصيامكم وكل عام وأنتم بخير.

drtjteam@