دخيل سليمان المحمدي

مواكبة التطور وحفظ الموروث

السبت - 20 أبريل 2019

Sat - 20 Apr 2019

عندما نذكر كلمة موروث أو تراث يعود بنا المفهوم إلى النشاط أو المجال الذي يرتبط بحياة الناس وتاريخهم ومؤثرات وتأثير وجودهم، حيث يشكل عنصرا أساسيا من عناصر الهوية الثقافية للشعوب والجماعات، لأنه يرمز إلى دلالات ومؤشرات واقعية ملموسة تدل على حضارة الشعب الذي أنتجها وأبدعها.

من التحديات التي تعيشها كثير من المجتمعات في هذا الزمن تحدي مواكبة التطور مع الحفاظ على هذا الموروث الذي يعتبر الجذر أو الذاكرة التي تحتوي على التاريخ والعلوم والآداب والفنون لكل مجتمع ومكان، بل يعتبر الرمز والكود الذي يصنع شخصية وهوية المجتمع والمكان وهويته، ولذا فإن التمسك به هو ضمان سريان الهوية واستمرارها.

في عصرنا الحاضر الذي تطورت فيه وتيرة الحياة وتنامت به وسائل التواصل بين الحضارات حيث زمن العولمة الحديثة التي جعلت العالم كالكف الواحدة، دق جرس خطر صمود الثقافات والحضارات المحلية بما شاهدناه من كثير من الانسلاخ والنظر إلى هذا الرمز والعنوان كأنه تخلف ورجوع للوراء، ولسان حالهم يقول «علوم قديمة»، مقللين ومستهترين بأهمية البرامج والأنشطة التراثية، وكأنهم لا يدركون أهمية الماضي، متناسين الحضارة الأصيلة التي صنعت منهم هويتهم.

لا يعلم هؤلاء المستثقفون أن المبادئ العلمية الحديثة تعي أهمية التراث الشعبي، وتدرك هذه القيمة الإبداعية والجمالية في الثقافة الإنسانية، وتعي أيضا الدور الذي يلعبه الإنسان في تشكيل هذه المقومات الأساسية لهذه الثقافة، وأن من ليس له ماض ليس له حاضر أو مستقبل.

إننا نعيش تحديات قوية ومتنامية في سبيل الحفاظ على موروثنا وحضارتنا الأصيلة بين فئات هذا الجيل وفي ظل هذا العالم المفتوح.

ربما يكون هناك سبيل للحفاظ على موروثنا الأصيل بشكله الجميل دون هياط أو إحباط، وذلك بتدريسه كمادة أساسية في جميع مراحلنا التعليمية ليتعلم أبناؤنا معنى أهمية الموروث لدى المجتمعات، وكيف يكون رمزا وعنوانا لها لأنه يعتبر التاريخ الذي يعيش فينا ونعيش فيه كل لحظة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال