مانع اليامي

إنسانية وشجاعة.. Jacinda Ardern

الجمعة - 05 أبريل 2019

Fri - 05 Apr 2019

المواقف الإنسانية تعبر الحدود، كل الحدود وفي كل قلب سليم لها مستقر، يصافحها التاريخ لا ريب، وأكثرها جمالا تلك التي يحركها العطف والرحمة لأنها تلامس قلوب الناس دون حواجز، ولا بد لها في الأخير إلا أن تكون مؤثرة وخالدة، ومن باب الشيء بالشيء يذكر فإنه من غير الإنصاف في السياق تجاوز موقف رئيسة وزراء نيوزيلندا «جاسيندا أردرن»، الموقف جمع بين العطف والشفقة والرحمة في أعقاب الهجوم الإرهابي الهمجي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش - هجوم الجمعة - الذي خلف 50 قتيلا من الجالية المسلمة في نيوزيلندا.

صراحة، العمل إرهابي، مروع ووحشي بامتياز، والمصيبة كبيرة في كل الأحوال، وفي المقابل لا يمكن للمتابع المنصف أن يتخطى أو يتجاهل عاطفية ردود أفعال رئيسة الوزراء النيوزيلندية إزاء ما حدث، في الميدان تتابع بحزن بالغ، وبدون تكلف أبدت تعاطفا يصعب وصفه تجاه الضحايا وأسرهم، وتوجت موقفها الإنساني المسؤول بتأكيدها تقديم الدعم المالي للأسر التي فقدت من يعولها.

الأكيد أن الحادث الإرهابي الأليم أوجع كل المسلمين وأحزنهم جدا ليس هم فحسب، بل كل إنسان في قلبه رحمة طول جغرافيا العالم وعرضها، ومن المؤكد أنه أوجع السيدة «أردرن»، وقد كانت غاية في الحزن في كل ظهور لها، ظهر الوجع في كلماتها وهي تصف ما حدث بعمل العنف غير المسبوق الذي لا مكان له في نيوزيلندا، تميزت بصدق التعاطف على أكثر من وجهة، وكشفت من ناحية أخرى عن عمق إنسانيتها وشجاعتها وهي تؤكد أن كثيرا من الضحايا من الجاليات المهاجرة وبلادها - نيوزيلندا - موطنهم قالت بألم «هم نحن».. عبارة تختصر الكثير.

في الختام تعازينا لأسر الضحايا وأتمنى على الجالية المسلمة في نيوزيلندا وهم أهل لكل خير تكريم Jacinda Ardern نظير موقفها المليء بالإنسانية والشجاعة، فهي فعلا تستحق التكريم والتقدير. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]