عبدالله محمد الشهراني

قصة الزبن... نموذج فريد

الأربعاء - 03 أبريل 2019

Wed - 03 Apr 2019

الزبن وما أدراك ما الزبن، هو مجمع سكني في جدة، وبالأصح «مصنع وطني لإنتاج القيادات». بدأت القصة في السبعينات الميلادية، عندما قرر الكابتن أحمد مطر - الذي لم يكن حينها قد أصبح مديرا عاما للخطوط السعودية بعد - والسيد حمزة دباغ إعداد جيل «فاخر» من الشباب السعوديين، أستطيع أن أقول عنهم إنهم جيل محظوظ ولا أتحرج أيضا لو قلت: ليتني كنت معهم.

شباب انخرطوا في برنامج الإعداد (المحطة الأولى قبل الابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية)، ليتولوا المهام التشغيلية والإدارية في الخطوط السعودية بعد تخرجهم، مواكبة وتزامنا مع الخطة التوسعية للخطوط السعودية ونمو سوق الطيران المتسارع في المملكة آنذاك.

كانت الخطوة الأولى في تنفيذ هذا المشروع الوطني العظيم هي انتداب الأستاذين حسن طيب وسامي صائم الدهر لمقابلة الشيخ إبراهيم الزبن في إحدى جزر اليونان. ومن هنا أتى مسمى «الزبن» للمجمع السكني، وهو اسم عائلة الشيخ إبراهيم، الذي كان أشهر «مقيّم عقاري» في جدة - في ذلك الزمان - إلى جانب الشيخ حمدان البلوي.

كان الهدف من اللقاء في اليونان هو شراء ذلك المجمع السكني الذي يقع تقريبا في تقاطع شارع حائل وطريق الملك عبدالله جنوب جدة. وافق الشيخ إبراهيم الزبن على بيع المجمع السكني بسعر لم يستغل فيه حاجة الخطوط السعودية له، مجمع يحتوي على 11 مبنى (عمائر)، يمكنه استيعاب العدد المستهدف لبرنامج الإعداد الذي خطط له جهابذة الرعيل الأول في الخطوط السعودية، والذي استمر تسع سنوات (9 دفعات).

التحق بهذا البرنامج الطلبة السعوديون بشرط إنهائهم للصف الأول الثانوي، على أن يكملوا بقية الدراسة في مدارس الخطوط السعودية. ولأن نظام التعليم ذلك الزمان لم يكن يوجد به إلا طلاب منتظمون أو طلاب بنظام «المنازل»، فقد قررت الخطوط السعودية تسجيل كافة الطلبة الملتحقين بالبرنامج على نظام المنازل.

درس الطلاب نفس المواد الموجودة في مدارس التعليم العام إضافة إلى بعض المقررات والدورات التدريبية الخاصة بالبرنامج. طلاب تم اختيارهم بعناية من كل أنحاء المملكة، بل وصل الأمر إلى ذهاب موظفي الموارد البشرية إلى المدارس لاختيار الطلاب الأفضل والأنسب لمتطلبات البرنامج.

وإذا استعرضنا اليوم نتائج ذلك المجمع السكني «الزبن»، فسوف نعلم أن من خطط له قدم خدمة عظيمة للوطن، إذ لم تنحصر نتائج الزبن بالخطوط السعودية فقط، بل تجاوزت قطاع الطيران بأكمله. في الزبن توافر كل شيء، السكن الراقي، الطعام اللذيذ، المكافأة المالية السخية، غسيل الملابس، وأمور أخرى «أهم وأعظم» سوف نتداولها سويا الخميس القادم بمشيئة الله.

ALSHAHRANI_1400@