طارق جابر

إصلاح الفتق الإربي

الجمعة - 22 مارس 2019

Fri - 22 Mar 2019

بداية كنا قد أشرنا في المقال السابق إلى أن هذا النوع من الفتوق شائع جدا، وأن من كل مئة شخص يوجد إنسان أو اثنان يعانون من وجود فتق إربي، وإن كان ثلثهم لا يشكون من أي أعراض إلى الآن. ولكن بما أن الغالبية العظمى ممن لديهم فتق إربي تعاني من أعراض كالألم والثقل وصعوبة القيام ببعض الأنشطة أو من مجرد المنظر غير المقبول وبما أن غالبية من لا يعانون من أعراض الفتق الآن سوف تظهر عليها الأعراض مستقبلا، فإن علاج الفتق ضرورة، وإهماله إنما يطيل من أمد المعاناة ويزيد من احتمال حدوث المضاعفات كانحباس الفتق والحاجة إلى عملية طارئة قد تشمل استئصالا لجزء من الأمعاء لعلاجه.

وعلاج الفتق لا يكون إلا بالجراحة، وليس هناك خيارات أخرى كالأدوية أو العلاج الطبيعي أو غيرها، ولكن قد يرى الطبيب أن يؤجل العملية أو يواصل المتابعة والمراقبة إذا كان الفتق صغيرا جدا ولا يسبب أي أعراض، أو أن الوقت غير مناسب لإجراء جراحة.

فكيف تتم جراحة الفتق وما هي أنواعها:

إن جراحة الفتق الإربي من أكثر العمليات شيوعا في العالم، ويكفي أن نعلم أنه سنويا يجري الأطباء حوالي عشرين مليون عملية فتق.

كانت ولا زالت عمليات إصلاح الفتق الإربي تتم بالجراحة التقليدية عن طريق إحداث شق جراحي في المنطقة الإربية أسفل البطن يتم من خلاله إصلاح الفتق عن طريق إرجاع محتوياته إلى مكانها الصحيح وتقوية جدار البطن، إما باستعمال الخيوط أو وضع شبكة (رقعة) صناعية، أما في حالة الأطفال الصغار فلا حاجة لإصلاح جدار البطن ولا تستخدم الرقع، لأن الفتق خلقي واستئصال كيس الفتق عادة هو كل ما يلزم للعلاج.

في عام 1979 تمت أول عملية إصلاح للفتق بالمنظار، وتطورت كثيرا من بعد ذلك إلى يومنا هذا. والجراحة المنظارية تشمل إحداث ثلاثة شقوق صغيرة عادة في أسفل البطن يتم من خلالها إدخال المنظار والأدوات اللازمة لإصلاح الفتق ووضع شبكة لترميم جدار البطن وتثبيتها عليه.

من المهم أن نعرف أن الممارسة الحديثة توصي بوضع شبكة عند إصلاح الفتق الإربي بالطريقة التقليدية ما لم يكن هناك ما يمنع ذلك، أما في حالة الجراحة المنظارية فالشبكة جزء أساسي من العملية ولا يمكن عملها بدونها.

في حالة الفتوق البسيطة في جهة واحدة من البطن فلا يمكن القول بأن إحدى الطريقتين أفضل من الأخرى، ولكل منهما حسناته. فالجراحة التقليدية أرخص، ولا تتطلب مهارات معينة من الجراح ويمكن عملها تحت تخدير موضعي أو جزئي وهو أمر قد يحتاج إليه في بعض الأحيان. كما أنها الخيار الوحيد في علاج الفتوقات الضخمة وفي حالة وجود مانع لاستخدام الرقعة الصناعية وفي حالة صعوبة أو استحالة الوصول عن طريق البطن بالمنظار. وعند إجراء عملية إصلاح بعد فشل عملية سابقة بالمنظار فالأفضل أن تتم هذه المرة عن طريق الجراحة التقليدية.

وفي المقابل فالجراحة المنظارية في العادة تسبب ألما أقل، وهي أفضل جماليا، وهي الطريقة الموصى بها في حالة وجود فتقين في جانبي البطن، وفي حالة إجراء العملية للمرة الثانية بعد فشل أو ارتجاع بعد عملية سابقة بالطريقة التقليدية.

هل هناك طريقة لمعالجة الفتق غير الجراحة؟

جراحة الفتق وأنواعها

التقليدية أم بالمنظار أيهما أفضل؟

الفتوق البسيطة

drtjteam@