فواز عزيز

هل تنقرض وظيفة رجل المرور؟

السبت - 16 مارس 2019

Sat - 16 Mar 2019

• في السنوات الأخيرة أصبحت أحرص على قراءة تقارير عن الوظائف التي ستنقرض بسبب التطور التقني السريع الذي نعيشه. وألحظ أن قائمة الوظائف التي ستنقرض كل عام تطول، ورأيت فيها «ساعي البريد» الذي لم يعد يراه أحد، ولا أعلم هل لا زال مسمى وظيفة «ساعي البريد» موجودا في وظائف مؤسسة البريد السعودي أم لا؟

• في قوائم الوظائف التي ستنقرض لم أر وظيفة «رجل المرور»، إلا أني أتوقع أنها ستدخل القائمة بجدارة، وربما سيكون «رجل المرور» قريبا مثل «ساعي البريد»، لكن ذلك قطعا سيؤثر على حركة السير في شوارعنا بعكس غياب «ساعي البريد» الذي لم يؤثر على تنقل الرسائل بين البشر.

• لماذا أتوقع أن وظيفة «رجل المرور» ستدخل قائمة الوظائف التي ستنقرض؟ لعدة أسباب كنت أراها على مدى السنوات الأخيرة، إلا أن آخرها ما أكده المدير العام للمرور اللواء محمد البسامي في منتدى السلامة المرورية 2019م، بأن مواكبة التقنية تعد التوجه الرئيس للإدارة العامة للمرور، مشيرا إلى أنه ليس مستبعدا أن يتم توظيف مهارات الروبوتات للقيام بأدوار رجال المرور.

• قبل عام كتبت مقالا بعنوان «المرور.. نجاح تقني وفشل ميداني»، وكنت وقتها ألاحظ الغياب الميداني لرجل المرور، وقالت فيه « حين تبحث بين الأوراق عن لائحة المخالفات المرورية ستجد نحو 100 مخالفة تستوجب العقوبة، وحين تبحث على أرض الواقع عن المخالفات التي تطبق في شوارعنا ستجدها لا تتجاوز عدد أصابع اليد، وأغلبها يطبق آليا عبر أجهزة الرصد، وكأن إدارة المرور لا تمتلك أفرادا في الميدان، أو أن إداراتهم استبدلتهم بكاميرات ساهر والرصد الآلي، حتى الحوادث تباشرها شركة لا تتبع للمرور».

• وقلت وقتها: صحيح أن «المرور» نجح في الحد من بعض المخالفات المرورية؛ لكن الفضل يعود إلى «الأجهزة» وليس لأفراد المرور. واعتبرت ذلك نجاحا تقنيا، لكنه لا يمنعنا من الإشارة إلى الفشل الميداني في شوارع تعج بالمخالفات التي يرتكبها حتى رجال المرور على سيارات المرور، ومنها الوقوف الخاطئ أو استخدام الجوال أثناء القيادة أو عدم ربط حزام الأمان.. وغيرها.

• استخدام التقنية مهم ومفيد ولست أنتقد ذلك، بل هو عمل يستحق الإشادة، لكنه يحتاج المساندة الميدانية من رجال المرور الذين لا أظلمهم لو اتهمتهم بالضعف في ضبط حركة السير والقضاء على المخالفات المرورية في شوارعنا!

• في منتدى السلامة المرورية الذي اختتم قبل أيام، توقع مدير الإدارة العامة للمرور اللواء محمد البسامي أن ينقل الخبراء الأجانب المشاركون في المنتدى أبرز وأهم التجارب الرائدة عالميا في تحقيق السلامة على الطرق، لخفض نسب الإصابات والوفيات والحوادث المرورية بشكل عام، وأشار إلى الإحصاءات المبشرة في خفض نسب الوفيات والحوادث خلال عام 2018م، لكنه لم يذكر الأرقام ولم أجد لها ذكرا في أخبار المنتدى حتى في حساب «المرور السعودي» على تويتر، رغم أنه قدم تغطية جميلة عن المنتدى.

• ربما جانب واحد

نرى فيه دور «رجل المرور» وهو «ردة الفعل» على المخالفات التي تنشر مصورة في وسائل التواصل الاجتماعي، بسرعة القبض وإعلان ذلك، لكن ردة الفعل هذه لا أعتقد أنها نافعة؛ لأنها لم تردع الآخرين، بل تكاثرت المخالفات المصورة وانتشرت، وأعتقد أن السبب يعود إلى عدم نشر العقوبات والاكتفاء بخبر القبض.

(بين قوسين)

• صدقا، لا أتمنى أن تنقرض مهنة «رجل المرور» لأن شوارعنا بحاجته، مثلما أن «رجل المرور» ذاته بحاجة إلى تطوير وتأهيل.

fwz14@