أحمد صالح حلبي

أغلقوا كليات الطب السعودية!

الخميس - 14 مارس 2019

Thu - 14 Mar 2019

رغم ما تمتلكه كليات الطب بالجامعات السعودية من إمكانيات عالية، وهيئة تعليمية على أعلى المستويات العلمية، ومعامل ومختبرات، وما حققته من نتائج ومراكز عالمية عالية، فإنها أصبحت غير قادرة على إعداد وتأهيل طلاب وطالبات يمارسون عملهم بشكل جيد بعد أن أمضوا سنوات من عمرهم داخل أروقتها!

ولست أنا من يقيم مستويات هؤلاء الخريجين والخريجات الذين يفخر بهم الوطن، فهيئة التخصصات الصحية جعلت من ‏اختبار الرخصة السعودية لمزاولة مهنة الطب حجر عثرة أمامهم، بأسئلة لا أقول إنها صعبة أو معقدة، لكني أنقل ما قاله المتخصصون بأنها «أسئلة يعجز عن حل بعضها الاستشاريون»، فكيف بطلاب وطالبات في بداية حياتهم العملية؟

وشكلت أسئلة هيئة التخصصات الصحية فرصة مناسبة لوزارة الصحة للاستمرار في استقدام الأطباء والطبيبات من خارج المملكة.

وإن اجتاز الخريجون والخريجات اختبارات الهيئة، فإن تعيينهم داخل أروقة وزارة الصحة يكون من المستحيل، فوفقا لما نشرته إحدى الصحف المحلية «كشف إحصاء حديث صادر عن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، بالتعاون مع عدة وزارات وجهات، أن عدد الأطباء السعوديين الباحثين عن عمل، والمصنفين مهنيا من الهيئة بلغ 5967 طبيبا».

غير أن نائب الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الدكتور سليمان العمران، قال: «هذا الرقم غير صحيح تماما ولا يمت للواقع بأي صلة».

وأكد لقناة العربية أن «العدد الصحيح للباحثين عن عمل: 440 طبيبا بشريا من حملة البكالوريوس، وحوالي 5 فقط من حملة الدراسات العليا، وهؤلاء في الواقع يبحثون عن أماكن ومناطق عمل هم يريدونها»، ونفي الدكتور سليمان العمران تبرير ما يعانيه خريجو الطب البشري من شح الوظائف، ومن قبل معاناتهم في اختبارات الهيئة.

وإن افترضنا عدم صحة هذا الرقم، وعدم تأهيل خريجي الطب البشري تأهيلا جيدا، فهل خريجو الأسنان مثلهم؟

إن ما يعانيه أبناؤنا وبناتنا من خريجي تخصص طب الأسنان، لا يقل عن معاناة زملائهم وزميلاتهم من خريجي الطب البشري، وما زالوا ينتظرون حلا عاجلا لوضع قائم، لا يكون حلا موقتا بل حلا دائما للقضاء على الوضع القائم، فمعدل البطالة لخريجي طب الأسنان في ارتفاع، وعيادات وزارة الصحة ما زالت تستقدم الأطباء الأجانب، رغم تعهد وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة أمام خريجي الدفعة الـ20 من هيئة التخصصات الصحية، بالقضاء على بطالة خريجي طب الأسنان في المملكة، من خلال توصل وزارة الصحة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى اتفاق يقضي بمنع الاستقدام من الخارج في تخصص طب الأسنان، فكيف يطالب معالي الوزير بمنع استقدام أطباء الأسنان من الخارج، وعيادات وزارة الصحة مليئة بغير السعوديين؟

وهل يكون من الأفضل إلغاء كليات الأسنان، وعدم قبول الطلاب والطالبات بها، لنطالب بإغلاق أبوابها ككليات الطب البشري، التي ينتظر طلابها الآمل القادم على ظهر سلحفاة.

ولا أعتقد أن خريجي كليات العلوم الصحية أحسن حالا من غيرهم، فالمعاناة مستمرة حتى لخريجي هذه الكلية، ونقلت قناة روتانا خليجية عبر برنامج «يا هلا» معاناتهم، و»طرقوا الأبواب للبحث عن مستقبلهم، ولكن لم يجدوا سوى التجاهل».

وإن كان خريجو الطب البشري والأسنان والعلوم الطبية لا يحصلون على وظائف لهم، ونحن بحاجة ماسة لهم، فأقترح على معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، إصدار قراره بإغلاق كليات الطب والعلوم الطبية، ولكن قبل إصدار القرار يتم تشكيل فريق عمل يضم في عضويته ممثلين عن وزارة التعليم ووزارة الصحة وهيئة التخصصات الصحية، لإجراء بحوث ودراسات عن أسباب تعثر الطلاب والطالبات في اختبار هيئة التخصصات الصحية، ورفض وزارة الصحة تعيين من اجتازوا اختبارات الهيئة، فإن كان السبب ضعف المواد التي يدرسها الطالب ـ وهذا أمر لا يقره عاقل خاصة بعد أن نالت كليات الطب السعودية شهادات عالمية ـ، يتم إغلاق هذه الكليات أمام قبول الطلاب والطالبات، فلسنا بحاجة لأن يمضي أبناؤنا وبناتنا سنوات عمرهم على أمل أن يكونوا أطباء، وتأتي هيئة التخصصات الصحية لتقف حجر عثرة أمام طريقهم، وإن اجتازوا اختباراتها لا يجدون يد وزارة الصحة ممتدة لهم، فيخرجون للشوارع والطرقات بحثا عن أمل لعمل يتناسب وتخصصهم، فلا يجدون سوى العمل في كونترات الاستقبال بالمستوصفات الخاصة، أو كاشير في البقالات!

[email protected]