عبدالله محمد الشهراني

اللعب للفلينة!

الأربعاء - 06 مارس 2019

Wed - 06 Mar 2019

«مقال إداري»... اللعب للفلينة أو للشعار، هو مصطلح في قطاع الأعمال يعني الولاء والإخلاص التام للكيان «شركة، وزارة، مؤسسة، مصنع، متجر... إلخ». قد كتبت مسبقا مقالا بعنوان «الولاء والبلاء»، تحدثت فيه عن أصناف الموظفين في ضوء مفهوم الولاء، لكن في هذا المقال سوف أتحدث فقط عما تعنيه عبارة «اللعب للفلينة».

هو شعور داخلي بالانتماء وولاء صادق للكيان، لا تؤثر فيه الأسماء ولا المناصب ولا حتى المغريات. هذا الشعور عندما يتحول إلى ممارسة حقيقية يصطدم صاحبه بأمور ليست بالبسيطة، فالمهاجم الجيد يرتدي القميص ويتجه إلى الهدف وعينه لا تزوغ عنه، حماسه وأداؤه سيان سواء كان في الملعب أو على دكة الاحتياط، يفرح بنجاح فريقه إن لعب أو لم يلعب.

أن تلعب للفلينة فمعنى ذلك أن نقدك وملاحظاتك وإن عرضت بشكل «سري» للإدارة الجديدة فسوف تؤخذ وتفهم على أنك ذو ولاء «للحرس القديم». ورفضك حضور لقاء ينظمه «الحرس القديم» للنيل من الإدارة الجديدة سوف يفهم منه ما يختصر في عبارات من شاكلة: (خلاص اشتروه) أو (علقوا له جزرة وفرح بها) أو (فلان صار مطبّل). لن يكون الكلام وحده محسوبا عليك بل حتى الصمت سوف يفسر بشكل أو بآخر. اللعب للشعار شجاعة تستلزم الصبر، الصبر أمام التهم الباطلة، أمام التصنيفات، أمام الجلوس لفترة طويلة على دكة الاحتياط، لكن لا تقلق، سوف يعرف الجميع لاحقا أنك تلعب للفلينة وللفلينة فقط.

اللعب للفلينة هو وسام شرف لا يراه على صدرك إلا القليلون، وسام يجعلك ليلا تنام قرير العين، هادئ النفس وواثق الخطوة نهارا. مفهوم اللعب للفلينة لا يعني أبدا وبأي حال من الأحوال الإساءة لرؤسائك أو زملائك القدامى منهم أو الجدد، وهو أيضا ليس حالة من الاستعراض أمام الجمهور بأني «نِد» للإدارة، بل حالة من الاحترافية في الدوام وثبات في الأداء وتحسن في الإنتاجية وقدوة حسنة للمحيط، من يقدم الكيان يُحذّر الكاره وينصح المحب، عينه ترقب المرمى تنتظر الفوز، وصوته يصرخ للحارس والدفاع خوفا من الخسارة.

العب دوما للفلينة، ولا تحاول أن تضع صورة أحد عليها، فبعد غسلتين سوف تختفي الصورة ويبقى الشعار.

ALSHAHRANI_1400@