عبدالحليم البراك

مسلمون لكن الأمر مؤسف (دورات المياه العامة)!

الاثنين - 04 مارس 2019

Mon - 04 Mar 2019

قلت لصاحبي بعد أن نظرت بأسى باتجاه دورات مياه عمومية:

- مسلمون لكن وضعنا مؤسف.

فقال لي:

- ماذا تعني؟

ولما أشرت لدورات المياه بادرني بالقول بسرعة:

- مسلمون لكن وضعنا مؤسف، ديننا يحث على النظافة والوضع مؤسف.

وتقاسمنا الرأي بأننا لن نتحدث عن هذا الموضوع، لأننا لا نريد أن نخوض فيه، نعرف كل شيء عنه، لكنه قال:

- يوجد حل.

قلت له:

- هذا الأمر مستعص، غيرك كان أشطر، قال:

- الأمر بغاية البساطة، غير الاستراتيجية، يتغير الحل.

قلت له:

- كيف؟

قال:

- بدلا من دورات مياه عامة، اقلب الحكاية، واجعلها دورات مياه خاصة، في دورات المياه العامة تراهن على الناس، وفي دورات المياه الخاصة تراهن على التاجر والخدمة والرقابة!

قلت له:

- لم أفهم!

قال:

- لماذا دورات المياه الخاصة بالمطاعم والمولات مقبولة ودورات المياه العمومية غير مقبولة إطلاقا!؟

قلت:

- ربما لأنها عامة!

أجاب:

- بالضبط، لا تجعل أيا من دورات المياه عامة، الدورات العامة هي الدورات الموسمية، الخاصة في الأحداث التي لا تدوم، بل تأتي مرة واحدة في العام، أما دورات المياه العامة فهي تلك القائمة طوال العام في مكان واحد!

قلت له رغبة في التعجيز:

- كيف تتحكم في دورات المياه في الطرق السريعة والمحطات؟

قال:

- تلحقها بالمتاجر، فكل دورة مياه تكون مشروطة بالبقالة أو السوبر ماركت، مرتبطة به بالضرورة، رخصة ونظافة، وأي فشل في النظافة هو فشل في الرقابة، وليس في التنفيذ أو المحسن أو الناس، كما هو الوضع في المولات والمراكز التجارية الكبيرة! بينما الوضع الحالي يقوم المحسن بإنشاء مسجد في الطرق السريعة وتنتهي علاقته بها ويبقى الجهد على وعي الناس! فتصبح ودورات مياه بلا راع!

قلت:

- أكمل

قال:

- هذا يعني

أن تكتفي المساجد بأماكن الوضوء الخارجي فقط، ودورات المياه تلحق بالمتاجر، ويكون حق استخدامها للجميع، سواء متسوقين أم لا، والرقابة على المتجر تشمل تأهيل المراقب للرقابة على دورات المياه، ولا يوجد فرق بين سوبرماركت يوجد لديه مواد غذائية فاسدة أو سوبرماركت لديه مواد غذائية جيدة لكن بدورات مياه فاشلة، كلاهما مصيرهما الإغلاق السريع.

قلت:

- والمدخل؟

قال:

- المداخل تكون منفصلة، لكن قريبة جدا من المتاجر!

قلت له:

- انتهينا من هذه، ماذا تفعل في الحدائق والمتنزهات؟

قال:

- تسلم للقطاع الخاص بموجب عقد تشغيل، فكما أن الحديقة لها عقد تشغيل، وعليها مراقب يتأكد من سلامة العمل في الحديقة ويتأكد أن النباتات بصحة جيدة، تكون دورات المياه عليها عقد تشغيل ومراقب يتأكد من النظافة، والدولة (كثر خيرها لم تقصر في الحديقة ولن تقصر في دورات المياه)، وفي الأخير عدد دورات المياه في الحدائق محدود جدا.

قلت:

- والمساجد؟

قال:

- المساجد يكتفى بأماكن الوضوء الخارجي، وعلى المحسن أن يتعاقد لمدة خمس سنوات مع شركة نظافة، يبرز هذا العقد عند استخراج رخصة البناء وبعدها يضم للشركة النظافة، أو يتم عمل إبداعي آخر يتكفل بهذا العقد، كصندوق العناية بالمساجد!

قلت:

- هل من فكرة أخرى؟

قال:

- نعم الحث على الاستثمار في النظافة، فيدفع الناس مقابل دورات المياه، ذات مستوى عال جدا للنظافة، على أن يستخدم الناس كوبونا في مشتريات النظافة، وهذا النظام مطبق في برشلونة.

قلت له بفخر:

- غدا ستصبح الرياض أجمل بإذن الله من برشلونة.

سألته:

- هل لديك أقوال أخرى؟

أجاب:

- إن أردت التفاصيل لدي التفاصيل!

Halemalbaarrak@