طارق جابر

مشكلة واحدة لا تكفي! فتق وسمنة.. هذا كثير

الجمعة - 01 مارس 2019

Fri - 01 Mar 2019

مع التطور الهائل في الطب في العصر الحديث والتحسن الكبير في مستوى الحياة لجزء من البشر على الأقل، أصبح الإنسان يبلغ أعمارا أطول مما بلغ أسلافه، مراكما مزيدا من الأمراض المزمنة، وخاضعا بذلك في المتوسط لعدد أكبر من العمليات الجراحية مقارنة بما كان الحال مع أبيه وجده.

هذا كله جعل الجراحين يواجهون نوعية أشد تعقيدا من الفتوق وبأعداد أكبر، خاصة أن عشر العمليات الجراحية التقليدية تقريبا تنتهي بفتق صغير أو كبير، والأرقام تصبح أكبر مع تكرار العمليات.

ومن جهة أخرى ونتيجة التطور الحاصل في حياة الناس وتغير عاداتهم وأنماط غذائهم أصبح الناس أكثر سمنة وأصبحت السمنة أقرب ما تكون إلى الوباء الذي هو في مد وانتشار وبوتيرة سريعة ودون أي بوادر لانحساره في القريب المنظور، حتى أصبح اثنان من كل ثلاثة أشخاص في بلد كالسعودية يعانون من زيادة في الوزن، وأحدهما يعاني من السمنة.

إذا أخذنا الحقيقتين السابقتين في الاعتبار من الطبيعي أن يكون هناك عدد كبير من المرضى الذين يعانون من السمنة ولديهم فتق أو أكثر بحاجة إلى إصلاح، وهؤلاء كشريحة هم موضوع مقالنا اليوم.

فما هي المشكلة في حدوث الفتق مع السمنة المفرطة، وهل هذا يغير طريقة العلاج؟

الإجابة: نعم، إن ذوي الأوزان العالية في الأساس معرضون أكثر من غيرهم لتكوين فتوقات جدار البطن، سواء نجمت نتيجة جراحة أو دونها، وكذلك فقد ثبت في عديد من الدراسات العلمية أن لديهم احتمالية أكبر لفشل عمليات إصلاح الفتق ورجوعه. هذا غير أن عملية الفتق قد تصبح تقنيا مستحيلة، لذلك يصبح من الضروري إنقاص الوزن بشكل حقيقي قبل الشروع في علاج الفتاق.

وبما أن الشريحة الأكبر من الناس بحسب الدراسات العملية تخفق في الخروج من دائرة السمنة بالطرق التقليدية وتحتاج إلى مساعدة إضافية فإن كثيرا منهم يلجؤون إلى جراحة السمنة كحل سريع وفعال ومضمون، وهنا يبرز السؤال المهم والمتكرر:

هل نستطيع عمل العمليتين في الوقت نفسه أم الأفضل أن نبدأ بعملية السمنة؟ وماذا لو كان المريض يعاني من أعراض مزعجة من وجود الفتق؟

الإجابة هي أنه يمكن عمل العمليتين في الوقت نفسه إذا كان الفتق صغيرا، وفي مكان مناسب لا يضيف كثيرا من التعقيد للعملية، ويفضل كثير من الجراحين اللجوء إلى هذا الخيار مع عمليات التكميم وليس مع عمليات تغيير المسار، خاصة إذا كان الجراح سيستخدم شبكة أو رقعة صناعية.

أما في حالة الفتوق الكبيرة أو المعقدة أو البعيدة وفي حالة السمنة العملاقة، فالخيار الأفضل هو عمل عملية السمنة أولا، وعدم العبث بالفتق ومحتوياته، والانتظار إلى أن تظهر نتائج عملية السمنة وينزل وزن المريض وتصبح عملية إصلاح الفتق ممكنة.

وفي الحالات التي تتطلب إصلاحا سريعا للفتق قد يختار الجراح إجراء العملية على مراحل، المرحلة الأولى إصلاح مؤقت لمشكلة الفتاق ثم عمل عملية لإنقاص الوزن، وأخيرا العودة بعد نزول الوزن وإجراء العملية النهائية لإصلاح الفتق.

هل يمكن ضرب

عصفورين بحجر واحد؟

إصلاح فتق + جراحة سمنة

من أين نبدأ؟

@drtjteam