محمد أحمد بابا

و.. المطلقات!!

الخميس - 21 فبراير 2019

Thu - 21 Feb 2019

راعني أن أقرأ دعاية وفخرا بإنشاء صندوق وقفي للمطلقات بناء على دراسة اجتماعية من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل.

السبب ليس كره الخير!!

لكني منزعج من كلمة (مطلقة.. مطلقات)، وكأن هذا الوصف الذي اعتدينا به على حق الإنسان في البقاء حيا لازمة تستلزم شفقة ونظرا في المجتمع المتحضر.

الفيصل هو القرآن الكريم:

فربنا يقول (والمطلقات يتربصن)، ويقول (وللمطلقات متاع)، ونحو ذلك كثير في مواضع وآيات متعددة.

طيّب ماذا يزعجك يا (أبو العرّيف)؟!

الذي رأيته في الوصف القرآني دقيق التوصيف لأن القائل هو العليم الخبير، فالله يصف الفعل حال الحدوث، ويستمر الوصف تبعا لاستمرار الاستحقاق، وعند انتهاء الموجب لذلك الاستحقاق انتهى الوصف.

ربما هذا (كلام فلسفي) لكنه الأولى في نظري ليكون الطلاق وصفا للمرأة على النحو التالي:

- مطلقة حال الطلاق ووقوعه لبحث أثره.

- مطلقة حال العدة ومدتها لقرار ما بعده.

- مطلقة حال استحقاق المتعة وتسليمها.

انتهى!!

بعد ذلك هي ليست مطلقة أبدا، والدليل: أنه لو تزوجت بعد ذلك الرجل الذي طلقها رجلا آخر فهي ليست مطلقة رغم أن الأول طلقها، فأين ذهبت تلك الصفة؟ ولو بحثت في بيانات الأحوال المدنية لوجدتهم غيروا حالتها إلى (متزوجة) وطالما استمر الزواج فهي (متزوجة)، فلماذا إذن من لم تتزوج حالتها (غير متزوجة) ومن طلقت حالتها (مطلقة) على طول الخط كأنها صفة مشؤومة تلاحقها؟!

ثم أتساءل: من تزوجت بعد أن طلقت، هل محا (الزواج) الثاني الطلاق وأضحت ليست مطلقة من الأول؟ أبدا.

هل نستطيع عدم وصفها بالمتزوجة وهي (زوجة).. أبدا.

هل نستطيع وصفها (متزوجة) وقد مات عنها زوجها وبالفعل هي كانت زوجة له.. أبدا.

التوصيف في (ذهن) المجتمعات تبع للتعامل.

إذن، لماذا بعد (الطلاق) هي مطلقة حتى يرأف بها صندوق وقف أو ضمان أو مجتمع؟!

هل هي صفة استعطاف فقط، أم صفة مذمة، أم صفة موصوف حتى حين؟

أظن أن مراجعة ذلك مهمة حتى نصف الإنسان بأوصاف الديمومة بما يليق به كإنسان، لا بما يليق بنا كمحاولي تصنيف دونما مراعاة لأصل حق.