عبدالله المزهر

أمة عربية واحدة ذات نذالة خالدة!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 14 فبراير 2019

Thu - 14 Feb 2019

قرأت الأجزاء التي نشرت من مقابلة الأمير بندر بن سلطان، وقد كتبت تلك الحلقات بطريقة مشوقة، والحقيقة أن مادتها مثيرة للفضول حتى ولو لم تكتب بطريقة جيدة.

كنت أتمنى أن تكون لقاء تلفزيونيا مصورا، أو كتابا يوثق كل شيء، ولا شك أن كتابا فيه سيرة بندر بن سلطان سيكون كتابا مثيرا واسع الانتشار. فالرجل موسوعة لديه الكثير من القصص التي لا بد أن تروى للناس.

من الأشياء التي أوضحتها الأجزاء المنشورة حتى الآن أن العرب أمة «نذلة» من المحيط إلى الخليج. أمة عربية واحدة لغة واحدة نذالة خالدة.

وأن كثيرا من زعماء وحكام هذه البقعة من الكوكب هم العدو الحقيقي لأنفسهم ولشعوبهم وللحياة، وأن الكيان الصهيوني كان محظوظا بشكل لا يصدق حين استطاع أن يزرع نفسه في هذه المنطقة تحديدا، لو أنه اختار الأرجنتين أو دولة في أفريقيا ـ كما كان مقترحا حينها ـ لماتت فكرة إسرائيل قبل أن تولد.

يمكن تلخيص الفترة منذ الاحتلال إلى اليوم بأن الكيان الصهيوني يحلم، والعرب يحققون أحلامه.

ودون دخول في التفاصيل فإن إسرائيل لو طبعت صور بعض القادة العرب على عملاتها لما أوفتهم حقهم ولما ردت إليهم دين خدمتهم لها ومساعدتهم إما بغباء في أحيان أو بخيانة في أحيان أكثر أو بسفالة فيما تبقى من أحايين.

وهذا يفسر بوضوح لماذا تهاجم السعودية دائما في وسائل إعلام «المقاومة» وتتهم بأنها «باعت» القضية الفلسطينية، الأمر ليس أكثر من إسقاط نفسي، ورغبة غريزية لدى السفلة في كل مكان وفي كل مجال في إسقاط صفاتهم الشخصية أو ممارساتهم على الآخرين.

والغريب في أمر «البيع» هذا أنه يخالف المنطق، فالسعودية هي أكثر من «دفع»، مع أن البائع «يقبض» في كل زمان ومكان منذ اختراع فكرة البيع والشراء، إلا في الإعلام الشعاراتي العربي الذي تعرفون، حيث يكون البائع هو أكثر الدافعين.

ولقاء الأمير بندر يوضح أن الدفع لم يكن ماديا فقط، بل كان بكل وسيلة ممكنة، كان ماديا وسياسيا وصبرا وسعة بال على مسؤولين وقادة يتصرفون بطريقة وبأساليب يترفع عنها اللصوص والمرتزقة وقطاع الطرق، كانت بعض المواقف مستفزة حتى للقارئ الذي لا علاقة له بالموضوع، فكيف بمن عاصر الأحداث وعاشها وتعرض للخداع والخيانة من أشخاص ودول وكيانات يفترض أن تحفظ الحد الأدنى من الود والشعور بالامتنان.

وعلى أي حال..

في هذا اللقاء الذي أتمنى أن «تعاد صناعته» مصورا ومعززا بأفلام وثائقية وحوارات مصاحبة، كانت الرسالة الأهم هي أن المملكة العربية السعودية دولة محترمة، وتعني ما تقول، وتتصرف «بمرجلة» وسياسة، لا تحيك المؤامرات، وتمر على اللئام مرور الكرام، وتترفع على الصغائر ولا تلتفت للصغار، وهو أمر سيبقى إن شاء الله، لأن قدر السعودية أن تكون كذلك وتبقى كذلك.

agrni@