سعد السبيعي

الطاقة المتجددة والذرية ومستقبل الوطن

الثلاثاء - 12 فبراير 2019

Tue - 12 Feb 2019

دشن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان منذ فترة ووضع حجر أساس 7 مشروعات استراتيجية، في مجالات الطاقة المتجددة والذرية وتحلية المياه والطب الجيني وصناعة الطائرات، وذلك خلال زيارته لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، واشتملت المشروعات التي وضع ولي العهد حجر أساسها 3 مشروعات كبرى، من بينها أول مفاعل للأبحاث النووية، ومركز لتطوير هياكل الطائرات.

تعد المملكة بيئة مثالية خاصة لتوليد طاقة الرياح، ويبلغ متوسط سرعة الرياح في المناطق الشمالية الشرقية والوسطى والجبلية من الغرب 33 % فوق المستويات اللازمة لكي تصبح طاقة الرياح قابلة للاستخدام الاقتصادي. وهناك بالفعل مشروع تجريبي أطلقته أرامكو السعودية، حيث عملت على تركيب تربينة لتوليد طاقة الرياح، ومن المأمول أن يصبح ذلك مثالا جيدا يمكن لبقية أنحاء المملكة أن تحذو حذوه وتسير على خطاه.

كما تم تدشين المختبر المركزي للجينوم البشري السعودي الذي يوثق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، ويستهدف الكشف عن الطفرات الجينية المسببة للأمراض الوراثية، ومحطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في الخفجي، تبلغ طاقتها 60000 متر مكعب يوميا، وخطين لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية، ومختبر لفحص موثوقية الألواح الشمسية في العيينة، حاصل على متطلبات شهادة الآيزو 9001، وشهادات الهيئة الكهروفنية الدولية (IEC) المتعلقة بمطابقة المنتج للمعايير العالمية.

وتم وضع حجر أساس محطة لتحلية المياه المالحة في مدينة ينبع، تعمل بالطاقة الشمسية، وتبلغ طاقتها 5200 متر مكعب يوميا، وتعد أول أنموذج تطبيقي صناعي يستخدم تقنية تحلية المياه بالامتصاص، كما اشتملت المشروعات على وضع حجر أساس مفاعل منخفض الطاقة للبحوث النووية، والذي يعد أول مفاعل بحوث نووية في المملكة، كما وضع حجر أساس مركز لتطوير هياكل الطائرات، يقع في مطار الملك خالد الدولي.

السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا ستستفيد المملكة من هذه المشروعات؟

نؤكد أنه ليست المملكة فقط هي من سيستفيد من هذه المشروعات، ولكن دول مجلس التعاون الخليجي أيضا تفيض بالعوامل الاقتصادية والبيئية اللازمة لإنتاج الطاقة المتجددة بأشكالها المتعددة، وبحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن وفرة موارد الطاقة الشمسية وانخفاض تكلفة التقنيات المرتبطة بها، ولا سيما الوحدات الكهروضوئية، عوامل رئيسية تؤثر على جاذبية الطاقة الشمسية في المنطقة، إذ تبلغ تكلفة النماذج الشمسية الكهروضوئية ثلاثة أرباع أقل مما كانت عليه عام 2009، وسوف تواصل رحلة الانخفاض، كما سلطت الوكالة الضوء على المشروعات الواعدة والمشجعة في مجال توفير طاقة الرياح.

وعلى الصعيد العالمي، انخفضت تكاليف محطات الرياح البرية، مما يجعلها واحدا من أكثر مصادر الكهرباء تنافسية في البلدان الغنية بمصادر طاقة الرياح، وعلى الرغم من أن التقنيات الجديدة المستخدمة في توليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية قد شهدت نموا وتطورا ملحوظا، إلا أن ذلك النمو لم يتجاوز نطاق قاعدة صغيرة، ولا يزال هناك كثير من الجهود التي ينبغي القيام بها على الصعيد العالمي.

saadelsbeai@