مرن عضلات عقلك!

الاحد - 10 فبراير 2019

Sun - 10 Feb 2019

وجد الباحثون في دراسة أجريت بجامعة كولومبيا البريطانية أن التمارين الرياضية المنتظمة تزيد من حجم الحصين، وهي منطقة في الدماغ تشارك في الذاكرة اللفظية والتعلم، كما وجدوا أنها تساعد على تحسين مهارات التفكير والذاكرة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وتساعد على تحفيز إطلاق المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على صحة خلايا الدماغ ونمو الأوعية الدموية الجديدة في الدماغ. كما وجد الباحثون أن أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير والذاكرة (القشرة المخية والزمنية المتوسطة) لها حجم أكبر لدى الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية، مقابل الأشخاص الذين لا يفعلون ذلك. وفي دراسة أخرى نشرت عام 2013 حول السلوكيات الصحية لأكثر من 2300 رجل على مدار 30 عاما، وجد الباحثون أن الرجال الذين يمارسون سلوكيات صحية معينة كانوا أقل عرضة بنسبة 60% للإصابة بالضعف الإدراكي والخرف مع تقدمهم في العمر. وإضافة إلى الرياضة الجسدية التي تعد الرافد الأهم لصحة الجسد والعقل هناك 5 ممارسات أخرى ضرورية لتمرين عضلات العقل.

-1 ممارسة الرياضة الذهنية:

كما أنه يوجد تمارين خاصة لكل عضو من أعضاء الجسم هناك تمارين خاصة للذهن الذي يقوم بأدوار مهمة يمكن تحفيزها وتدريبها مثل الذاكرة والتركيز. فهناك ألعاب وتمارين وممارسات تساعد على ذلك، منها لعبة الشطرنج وممارسة ألعاب الأحاجي والألغاز والتركيبات، واستخدام اليد العكسية للمعتاد، عند الكتابة أو استخدام فرشاة الأسنان، وكذلك استخدام تمارين حسابية ذهنية، واستخدام طرق جديدة للذهاب للعمل وتحفيز مهارة الحفظ والاسترجاع من خلال تقنيات توني بوزان.

-2 تعلم مهارة جديدة:

في دراسة تمت على مجموعة من كبار السن، المجموعة الأولى قامت بتعلم مهارات جديدة متنوعة كمهارة التصوير والخياطة، ومجموعة أخرى قامت بأنشطة ممتعة ولكنها لا تمثل تحديا عقليا، كمشاهدة الأفلام والاستماع إلى الراديو. وجد الباحثون أن المشاركين الذين تعلموا مهارة جديدة فقط هم الذين حصدوا تحسنا في اختبارات الذاكرة. لذا تجربة شيء جديد وتعلم مهارة جديدة أمر مهم، ويشمل هذا تعلم لغة جديدة وهواية جديدة.

-3 رياضة التأمل:

تشير الدراسات إلى أن التأمل الذهني يمكن أن يساعد في إشراك مسارات عصبية جديدة، مما يؤدي إلى تحسين مهارات الملاحظة الذاتية وزيادة المرونة العقلية، كما يساعد في تحسين الانتباه والتركيز والتعاطف ويخفف من أعراض الاكتئاب والقلق. وقد وجد أن المخ أثناء الراحة والصمت يعمل باستمرار على استيعاب المعلومات وتقييمها، وأطلق على هذه الخاصية اسم «الوضع الافتراضي» للمخ كما وصفها الباحث جوزيف موران. لذا من المهم ممارسة كل ما يساعد على الصفاء الذهني من تمارين كاليوجا والتأمل الروحي والتدبر الكوني، لأن فترات الصمت تحفزنا على الاسترخاء والتفكير بعمق والتفكير بطريقة إبداعية.

-4 ممارسة الضحك:

يساعد الضحك على إطلاق مادة الإندورفين في الدماغ، والتي تعمل كمسكن للجسم وتساعده على تخفيف الضغوط. كما يساعد الضحك على حماية الدماغ من الشيخوخة، بحسب دراسة تم إجراؤها على مجموعة من المسنين، تم تقسيمهم إلى فريقين، فريق قام بمشاهدة شريط فيديو كوميدي، والفريق الآخر لم يشاهد شيئا، فكانت النتيجة انخفاض تركيز هرمون الكورتيزول في الدم وتحسين الذاكرة لدى الفريق الذي شاهد الفيديو الكوميدي مقارنة بنتيجة المجموعة الثانية.

-5 نشاط اجتماعي: الشخص الاجتماعي أقل عرضة لمرض الزهايمر، وذلك نتيجة نشاطه الاجتماعي وعدم الاستسلام لرغبة العزلة والانطواء عند كبار السن، وكذلك الشخص الذي يستمر في العطاء والتطوع في أعمال متنوعة يساعد دماغه على النمو. لذا من المهم أيضا ممارسة أنشطة جماعية واجتماعية مع مجموعات تساعدنا على الارتقاء الفكري والنقدي.

S_Meemar@