ناصر الهزاني

بيني وبين العثيمين.. الحرص على الإعلام السعودي!

الاثنين - 21 يناير 2019

Mon - 21 Jan 2019

كتب الدكتور يوسف العثيمين الأحد الماضي مقالا مطولا يشخص فيه حالة الإعلام السعودي حاليا، ويطرح من خلاله رؤى تطويرية للنهوض به نحو آفاق أرحب.

مقال العثيمين الذي جاء بعنوان (الإعلام السعودي.. نافذة جديدة لتطويره) لم يكن الأول ولن يكون الأخير في إطار الحرص على إعلامنا السعودي، فقد كتب العديد من الكتاب والمهتمين والباحثين والمتخصصين بالشأن الإعلامي حول الموضوع.

لكن مقال العثيمين يأتي في مرحلة مهمة تستدعي وقفة جادة لإعادة النظر في أداء الإعلام السعودي وتطوير خطابه الذي لم يعد يليق بمكانة المملكة العربية السعودية عربيا وإقليما وعالميا. والمتابع لواقع أداء وزارة الإعلام المسؤولة عن تطوير إعلامنا محليا وعالميا يرى أنه لا يزال دون المأمول، ربما بسبب بيروقراطية الإجراءات، وهذا ما أدى إلى تسرب عديد من الكفاءات الإعلامية السعودية إلى خارجها.

الإعلام العصري المؤثر يتطلب كما يراه العثيمين سرعة في الحركة، ومرونة مالية وإدارية واسعة، وإنفاقا ضخما، وذكاء في الإدارة، واستقطابا للكفاءات الإعلامية المتميزة، إذ لا داعي لاختراع العجلة، فالخطوة الأولى تبدأ بالتعرف على أفضل الممارسات العالمية الإعلامية، في دول نجح إعلامها في قيادة الرأي العام الداخلي، وساند سياستها الإقليمية والدولية في جميع المحافل بذكاء وحرفية، وتحول إلى أداة مؤثرة للاستفادة منها في المنافحة عن القضايا المصيرية.

ما ذكره الكاتب تشخيص مشاهد لواقع إعلامنا ونلحظه، ولا سيما في ملفات وقضايا مهمة كمقاومة التدخل الإيراني في المنطقة، وعاصفة الحزم، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى القضايا الخاصة بالمجتمع بمختلف فئاته ومستوياته.

العثيمين في مقاله يتفق مع طرحنا للموضوع في هذه الزاوية بداية يناير الحالي حول «تطوير الخطاب الإعلامي السعودي.. ضرورة مؤجلة تنتظر البدء وتقتضيها المرحلة»، حيث إن إعادة تشكيل مجلس الوزراء مؤخرا وتعيين وزير جديد لحقيبة الإعلام جاءا تأكيدا للرغبة الملحة للقيادة السياسية في المملكة لأهمية تطوير منظومة الإعلام ككل، والوقوف على مكامن الخلل وإصلاح المؤسسة الإعلامية الرسمية والأجهزة المنضوية تحتها.

يتطلع الرأي العام السعودي في المرحلة المقبلة من الوزير تركي الشبانة القادم من خبرة تراكمية في مؤسسات إعلامية عدة إلى أن يقف على الخلل ويشخصه بشكل دقيق، من خلال النزول للميدان وتحليل الأداء الإعلامي، وأن يأخذ بالآراء التي قدمت في هذا الخصوص.

المرحلة التي تعيشها المنطقة والتطورات المتسارعة من حولنا والقضايا الملحة في الساحة لا تعطي مزيدا من الوقت كي يمضي المسؤول في جهاز الوزارة 4 سنوات لتشخيص الخلل، ومن ثم البدء بإصلاحه، فتجربة الوزراء السابقين الذين تولوا وزارة الإعلام كفيلة بأن تكون بداية لتصحيح المسار والانطلاق نحو آفاق أرحب في تطوير الإعلام السعودي ودعم الكفاءات الوطنية المبدعة التي تسرب كثير منها في السنوات الماضية.

لا بد أن يدرك القائمون على الشأن الإعلامي الرسمي في بلادنا أن انفصال المؤسسة الإعلامية الرسمية عن اهتمامات المجتمع وحركة الرأي العام داخله يؤدي في النهاية إلى انفصامها عنه، مما يحدث حالة من انعدام التوازن، وبالتالي فقدان الثقة بما تقدمه من محتوى.

من المهم الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة التي قدمت مشاريع إعلامية حكومية كانت رافدا مهما وسندا قويا وفاعلا للدولة ومعبرا عن سياستها وملبيا لرغبات الرأي العام في معرفة المعلومة الصحيحة.

@nalhazani