علي الخبتي

مصداقية جائزة الملك فيصل الخيرية

الاحد - 13 يناير 2019

Sun - 13 Jan 2019

كنت في الأسبوع الماضي مع أحد الأصدقاء في الرياض يعمل برفيسورا في الاقتصاد في جامعة الملك سعود، ودار الحديث حول جائزة الملك فيصل العالمية، وذكرت له أنها الآن في عامها الـ 40، وأن 18 من العلماء الذين فازوا بها فازوا فيما بعد بجائزة نوبل العالمية، في إشارة واضحة لمصداقية جائزة الملك فيصل العالمية. بدت ملامح الدهشة على ذلك الصديق، وسألني إن كنت متأكدا من هذه المعلومة، فأكدت له تلك المعلومة واستغرب تجاهل الإعلام لمثل هذا الإنجاز الوطني العلمي العالمي المتقدم! ووعدته أن يكون مقالي القادم عن هذه الجائزة.

جائزة الملك فيصل العالمية تطفئ هذا العام شمعتها الـ 40 من عمرها المديد، حيث أعلن الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تعد الجائرة أحد إنجازاتها، يوم الأربعاء الماضي 2 جمادى الأولى 1440هـ الموافق 9 يناير 2019 أسماء الفائزين بالجائزة في فروعها الخمسة لعام 2019: خدمة الإسلام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية والأدب، الطب، العلوم، وذلك خلال حفل عقد بقاعة الأمير سلطان في فندق الفيصلية، بحضور جمع من المثقفين والإعلاميين.

وجائزة الملك فيصل العالمية تنافس في مُثُلها وقيمها وأهدافها جائزة نوبل، بل تتفوق عليها في بعض الجوانب، إذ إن جائزة الملك فيصل العالمية لا تقبل تسييسها إطلاقا، ولهذا فهي لا تقبل الترشيحات من الأحزاب السياسية أو أي مصدر يأخذ في الاعتبار أي أهداف سياسية، وترشيحاتها فقط من مؤسسات علمية أو بحثية أو جامعات لها سمعة علمية وتاريخ معروف.

وهي أيضا تهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة الإسلام المتمثلة في فرعها الأول الذي فازت فيه مجموعة من الرؤساء والقادة والعلماء، وعدد من المؤسسات المرموقة، ويعد مؤهلا لنيلها كل من خدم الإسلام والمسلمين بعلمه ودعوته، أو قام بجهد بارز تنتج منه فائدة ملحوظة للإسلام والمسلمين، ويحقق هدفا أو أكثر من أهداف الجائزة، وذلك وفقا لتقدير لجنة الاختيار. وكذلك الفرع الثاني المتمثل في الدراسات الإسلامية الذي يهدف لإثراء المكتبة الإسلامية بأبحاث ودراسات نوعية تخدم المسلمين وتسهم في غرس العقيدة الإسلامية وتعميقها في نفوس المسلمين، وتكريس القيم والمثل والأخلاق الإسلامية ونشر المحبة والسلام والتسامح في العالم، هذه القيم الإسلامية النبيلة. كما تهدف لخدمة لغة القرآن التي نزل بها الوحي، ونشرها وتعليمها وضمان بقائها بصورتها المشرقة في المجتمعات العربية، وعدم طغيان اللهجات أو اللغات الأخرى عليها.

كما تهدف الجائزة لخدمة البشرية جمعاء من خلال فرعي الطب والعلوم، في محاولة لاستمرار الاكتشافات التي تهدف لرفاهية العالم من خلال الاكتشافات والابتكارات الجديدة التي تضمن استمرار التقدم والتطور في العالم أجمع. وتحرص الجائزة على أن يكون أعضاء لجان اختيار الفائزين من المتخصصين والعلماء المشهود لهم والشخصيات البارزة الذين سينظرون في الأعمال المرشحة، ومن ثم اختيار الفائزين وفقا للضوابط التي وضعتها الأمانة العامة للجائزة.

وخلاصة القول، أرى أن الجائزة لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الذي تستحقه داخليا، أما خارجيا فلا تخفى علينا جميعا المواقف التي تتعرض لها الجائزة بسبب هويتها وحياديتها وعدم تسييسها. الجائزة إنجاز وطني يخدم العرب والمسلمين والعالم أجمع بموضوعية متناهية. تمنياتنا للجائزة بشكل خاص ولمؤسسة الملك فيصل الخيرية بالتوفيق والسداد، لتواصل إنجازاتها لخدمة العرب والمسلمين والعالم أجمع.