سعد السبيعي

لمن نتوجه بالبرامج السياحية الوطنية؟!

الخميس - 03 يناير 2019

Thu - 03 Jan 2019

بحكم متابعتي للبرامج السياحية بمناطق المملكة، أجد أن معظم البرامج موجه فقط للمواطن والمقيم ليس أكثر، وتهتم بجذب المواطن بالحفلات الغنائية والتسوق، وهذا ليس عيبا، لكن السؤال: ماذا سيستفيد الاقتصاد الوطني من هذا الهدف السياحي، فهناك قاعدة اقتصادية تقول إن المواطن والمقيم سيصرفون أموالهم في كل وقت وبذلك تكون نسبة الفائدة صفرا؟

وحتى البرامج التي تدعو المواطنين والمقيمين إلى السياحة الداخلية لن تؤتي ثمارها بالشكل المطلوب، حيث مع تحليل الوضع بالمملكة نجد أن المواطنين في ثلاث فئات، ذوو الدخل الكبير (رجال الأعمال)، وذوو الدخل المتوسط (كبار الموظفين)، وذوو الدخل المنخفض (صغار الموظفين والعاطلين عن العمل)، فإذا نظرنا إلى رجال الأعمال نجد أن من المستحيل أن يقضوا مع أسرهم إجازتهم في المملكة مهما كانت الإغراءات، ويرجع ذلك للعادات الاجتماعية المستحدثة والتفاخر بين الأسر، فلا يعقل أن تقبل أسر رجال الأعمال أن تكون أسرة أخرى أفضل منها. أما كبار الموظفين فعندما يدخرون بعض المال فإنهم يتجهون إلى تركيا أو دول شرق آسيا أو دبي أو مصر، ويعدون هذا أسمى أمانيهم هم وأسرهم. أما الطبقة الأخيرة فهم الوحيدون الذين يستجيبون لحملات الترويج للسياحة الداخلية، وذلك لضيق ذات اليد، وإذا قاموا برحلة سياحية داخلية فإنهم يحاولون التقليل من المصاريف قدر المستطاع حتى يستطيعوا قضاء الإجازة دون مشاكل.

هذا تحليل بسيط لوضع الاستجابة للبرامج السياحية الداخلية، فإذا رجعنا لأهداف الرؤية 2030 سنجد أنها تؤكد ضرورة إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي، وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهدا حيا على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية، ولذلك يجب اعتماد السياحة

كقطاع إنتاجي يسهم في جلب السائح الأجنبي لزيارة مناطق المملكة الزاخرة بالأماكن السياحية ذات الطبيعة الخلابة والمتنوعة في تضاريسها ومناخها، وذلك بزيادة فرص الاستثمار وتنمية الإمكانات البشرية الوطنية وتطويرها، وإيجاد فرص عمل جديدة للمواطن السعودي.

ختاما، لئن كان الزمان تغير فإن كثيرا من المعطيات تتكرر، وعندما يفتش الجميع عن روافد للاقتصاد الوطني، فإن السياحة أحد القطاعات التي يفزع لها كلما كانت النية صادقة لإيجاد قطاعات يعتمد عليها، وأعتقد أن هيئة السياحة والتراث الوطني التي أسست عام 1421هـ تقوم بدورها على أكمل وجه، ولكن يجب تغيير النظرة إلى الحملات الترويجية، إذ يجب أن توجه إلى السياح الخارجيين وليس المحليين فقط، لنجلب العملة الصعبة إلى البلاد، والتي تساعد على دفع الاقتصاد الوطني للأمام بإذن الله.

saadelsbeai@