فهيد العديم

مطارات الرياض وصناعة أنموذج للتحدي!

الأربعاء - 21 نوفمبر 2018

Wed - 21 Nov 2018

منذ افتتاح مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض أواخر عام 1983 وهو يعاني كغيره من مطارات المملكة من سلبيات كثيرة تتكرر في الإعلام مثلما تتكرر الوعود بإصلاحها.

وكانت فكرة تحويل المطار من كونه عبئا على الخزينة إلى مولد للإيرادات، كانت في أفضل الأحوال مجرد فكرة متفائلة مع وقف التنفيذ.

وبعد أن لاح في أفق أحلام وطننا نور تحقيق الأمنيات المتمثل في روية السعودية 2030، عندها لا أقول إننا حققنا الحلم، ولكننا تقدمنا خطوات، بل وثبات طويلة عبر شركة مطارات الرياض التي أنشئت كجزء من خصخصة قطاع الطيران في المملكة، وتعمل حاليا على إدارة وتشغيل مطار الملك خالد الدولي، وأمامها تحد كبير، خاصة في إدارة جداول الرحلات وإدارة الشحن والأمتعة، لأن هاتين الإدارتين بالذات لا يمر اسمهما غالبا إلا في مجال التذمر.

ورغم التقدم الحاصل الآن والذي لا يمكن لمنصف أن يتجاهله إلا أن أمامهم عملا يقترب كثيرا من ملامسة المستحيل، لأن المطلوب منهم هو أكثر من الإنجاز، ألا وهو تغيير الصورة الذهنية لدى المواطن الذي مر بتجارب عبر عقود فترسبت بذهنه صورة ذهنية تقول إن التطور أمر مستحيل.

لكن استمرار العمل بهذه الوتيرة المتسارعة كفيل بأن يقدم مطارات الرياض كأنموذج رائع في استثمار المطارات الذي سينعكس بالضرورة في تحسين الخدمات، فمطار الملك خالد الدولي بالرياض - على سبيل المثال لا الحصر - يسافر عبره نحو 24 مليون سنويا، مما يجعله منصة مهمة جدا للمعلنين والمسوقين للوصول إلى هذه الشريحة الهائلة من الجمهور، واستثمار المطار هو الخطوة الأولى التي ستفتح أبوابا كثيرة وسينعكس دورها إيجابا على تطوير الخدمات الأرضية.

ولعل الأعمال الجارية حاليا على تنفيذ تطوير وتوسعة الصالتين (3 و4) وتطوير البنية التحتية ستجعلنا أمام تجربة رائدة نأمل تنفيذها في بقية مطارات المملكة، فحزمة الخدمات النوعية تكمن أهميتها ليس فقط في تعزيز المطار بين نظرائه على مستوى المنطقة، بل تكمن الأهمية أيضا في أننا أمام تجربة رائعة سينعكس نجاحها على بقية المطارات، وشدة حماسي هنا تنطلق من أنني أرى أنموذجا يتشكل سيكون محفزا لتطبيقه في بقية مطارات المدن السعودية، أو حتى بتعدد مطارات في المدينة الواحدة، بما يتواءم مع خطط الرؤية السعودية التي تمد إلى أيدي أحلامنا ورود التحقيق.ولأن المساحة أوشكت على النهاية فإنني سأظل متفائلا بتجربة مطارات الرياض، وأجزم أن كثيرين سيشاركونني قريبا الرهان على أننا أمام تجربة ستكون نقلة في طريقة التفكير باستثمار المطارات، وتحولها إلى قناة مهمة لتمويل خدمات المطار، وهذا الرهان ليس فقط من باب التفاؤل، بل لأن المشاهدات تدعم هذه القناعة، ودائما الخطوة الأولى الواثقة تعني بداية رائعة للوصول إلى الهدف.

Fheedal3deem@