العقلية الحرة!
الاحد - 18 نوفمبر 2018
Sun - 18 Nov 2018
كنت الأسبوع الماضي في حوار مع أحد مديري الجامعات الأمريكية، وأخذنا الحوار إلى محطات كثيرة، ولكن أهم محطة توقفت عندها عندما قال لي:
!Freedom Is Not About Speaking up but Choosing When to Be Silent هذه العبارة أخذتني بعيدا للخروج بهذا المقال الذي أحاول فيه الوصول إلى عقلية حرة بناء على مبدأ أن الحرية ليست فقط حرية إبداء الرأي، بل حتى في اختيار الوقت المناسب للصمت.
العقلية الصامتة في كثير من الأحيان عقلية عميقة، لذا يجب ألا نقتلها ونتهمها بالخيانة أو الخذلان أو عدم الفهم! من المؤلم أن نقتل حرية الرأي ثم نتجرأ ونقتل حرية الصمت وحرية الحياد. العقل الحر هو ذلك العقل الذي يحلق حرا بجناحي حرية الرأي وحرية الصمت! العقل الحر الصامت هو عقل ناضج عندما يتكلم وناضج عندما يصمت، كما وصفه الكاتب الرائع Kipling Williams في كتابه المميز قوة الصمتOstracism: The Power of Silence -Emotions and Social Behavior.
لعلنا نتفق على أننا نعيش اليوم في عالم فيه انفجار معرفي كبير، ويسهل فيه تزييف هذا الكم الهائل من المعرفة! لذا نحن بحاجة ماسة للعقلية الحرة الصامتة التي تعرف متى تصمت وتعرف كيف تتحدث عندما يكون الوقت مناسبا للحديث. وفي تصوري أن العقل الحر الصامت يصمت بحرية في أربعة مواقف.
1. عندما لا تكتمل القصة أو الأدلة:
في هذه الحالة الصمت حكمة، بل وأقوى من الحديث، لأن المشهد لم يكتمل والحكم عليه سيكون حكما مشوها، والخروج بقرارات منه سوف يؤدي إلى نتائج كارثية. لذا لا تسمح لنفسك أو للآخرين بنزع حرية الصمت وحرية تأخير الحكم واتخاذ القرار مهما كانت الأسباب، لأن مكتسبات الصمت في هذه الحالة أكثر بكثير من مكتسبات الحديث.
2. عندما يتحدث الجميع:
العقلية الحرة الصامتة تؤمن بمبدأ القيمة المضافة، فلا تشارك إلا إن كان لمشاركتها قيمة مختلفة عن البقية، وليس من أجل تسجيل الحضور فقط! عقلية تؤمن أنه لا داعي لتكرار الأدوار، وبما أن غيري قادر على القيام بهذا الدور يجب علي البحث عن دور لا يقوم به غيري. عقلية واعية تعي أنها ليست محور الكون وأن العالم لن يتوقف إن لم يسمع رأيي في قضية الجميع يتكلم عنها، عقلية تدرك أن الحديث وقت الضجيج لا قيمة له.
3. عندما يكون الضرر أكبر:
قوة الصمت تكمن في تحقيق قاعدة السكوت من ذهب، لأن الصمت ليس دوما من ذهب بل أحيانا خسارة. هي ببساطة عقلية حرة تعلم متى تصمت لجلب مزيد من المكاسب الشخصية والعامة، وتحسب وبشكل متزن معادلة الصمت بحيث لا تكون التضحيات أكبر بكثير من المكتسبات!
4. عندما تكون في مرحلة تعلم: الصمت في مرحلة التعلم ضرورة. نعم جميل العطاء ولكن ليس في مرحلة الأخذ! العطاء المشوه قبل الأخذ الكافي جعلك تقفز إلى مرحلة المستشار والناصح والخبير مبكرا، فأصبحت مفتيا بحجة العطاء وحرية الرأي قبل أن تصقل نفسك! ولم تدرك أنك تضر نفسك بوهم المعرفة قبل أن تمتلكها، بل وامتد ضررك لغيرك وأصبحت شريكا في تلوث المعرفة.
العقل الحر يتحدث:
S_Meemar@
!Freedom Is Not About Speaking up but Choosing When to Be Silent هذه العبارة أخذتني بعيدا للخروج بهذا المقال الذي أحاول فيه الوصول إلى عقلية حرة بناء على مبدأ أن الحرية ليست فقط حرية إبداء الرأي، بل حتى في اختيار الوقت المناسب للصمت.
العقلية الصامتة في كثير من الأحيان عقلية عميقة، لذا يجب ألا نقتلها ونتهمها بالخيانة أو الخذلان أو عدم الفهم! من المؤلم أن نقتل حرية الرأي ثم نتجرأ ونقتل حرية الصمت وحرية الحياد. العقل الحر هو ذلك العقل الذي يحلق حرا بجناحي حرية الرأي وحرية الصمت! العقل الحر الصامت هو عقل ناضج عندما يتكلم وناضج عندما يصمت، كما وصفه الكاتب الرائع Kipling Williams في كتابه المميز قوة الصمتOstracism: The Power of Silence -Emotions and Social Behavior.
لعلنا نتفق على أننا نعيش اليوم في عالم فيه انفجار معرفي كبير، ويسهل فيه تزييف هذا الكم الهائل من المعرفة! لذا نحن بحاجة ماسة للعقلية الحرة الصامتة التي تعرف متى تصمت وتعرف كيف تتحدث عندما يكون الوقت مناسبا للحديث. وفي تصوري أن العقل الحر الصامت يصمت بحرية في أربعة مواقف.
1. عندما لا تكتمل القصة أو الأدلة:
في هذه الحالة الصمت حكمة، بل وأقوى من الحديث، لأن المشهد لم يكتمل والحكم عليه سيكون حكما مشوها، والخروج بقرارات منه سوف يؤدي إلى نتائج كارثية. لذا لا تسمح لنفسك أو للآخرين بنزع حرية الصمت وحرية تأخير الحكم واتخاذ القرار مهما كانت الأسباب، لأن مكتسبات الصمت في هذه الحالة أكثر بكثير من مكتسبات الحديث.
2. عندما يتحدث الجميع:
العقلية الحرة الصامتة تؤمن بمبدأ القيمة المضافة، فلا تشارك إلا إن كان لمشاركتها قيمة مختلفة عن البقية، وليس من أجل تسجيل الحضور فقط! عقلية تؤمن أنه لا داعي لتكرار الأدوار، وبما أن غيري قادر على القيام بهذا الدور يجب علي البحث عن دور لا يقوم به غيري. عقلية واعية تعي أنها ليست محور الكون وأن العالم لن يتوقف إن لم يسمع رأيي في قضية الجميع يتكلم عنها، عقلية تدرك أن الحديث وقت الضجيج لا قيمة له.
3. عندما يكون الضرر أكبر:
قوة الصمت تكمن في تحقيق قاعدة السكوت من ذهب، لأن الصمت ليس دوما من ذهب بل أحيانا خسارة. هي ببساطة عقلية حرة تعلم متى تصمت لجلب مزيد من المكاسب الشخصية والعامة، وتحسب وبشكل متزن معادلة الصمت بحيث لا تكون التضحيات أكبر بكثير من المكتسبات!
4. عندما تكون في مرحلة تعلم: الصمت في مرحلة التعلم ضرورة. نعم جميل العطاء ولكن ليس في مرحلة الأخذ! العطاء المشوه قبل الأخذ الكافي جعلك تقفز إلى مرحلة المستشار والناصح والخبير مبكرا، فأصبحت مفتيا بحجة العطاء وحرية الرأي قبل أن تصقل نفسك! ولم تدرك أنك تضر نفسك بوهم المعرفة قبل أن تمتلكها، بل وامتد ضررك لغيرك وأصبحت شريكا في تلوث المعرفة.
العقل الحر يتحدث:
- عندما تكتمل القصة والأدلة
- عندما يكون لحديثه قيمة مضافة
- عندما يكون النفع أكبر من الضرر
- عندما يملك الخبرة
S_Meemar@
