أحمد صالح حلبي

أين ذهبت حديقة الخالدية (1)؟

الخميس - 18 أكتوبر 2018

Thu - 18 Oct 2018

حينما ظهر مخطط الخالدية (1) بمكة المكرمة حددت مرافق الخدمات به، من مساجد ومدارس وحدائق عامة ومواقع الخدمات الأخرى، كالدفاع المدني والخدمات الصحية، وقيل حينها إن هناك حديقة كبرى لسكان المخطط تقع على الطريق الدائري باعتباره يمثل الشارع الرئيسي للمخطط ووضع سورها، فانجذب المشترون نحو المخطط، خاصة أنه جمع بين الموقع المميز القريب من المسجد الحرام، من ناحية شارع عبدالله عريف، والطريق الدائري المؤدي إلى المشاعر المقدسة من جهة، وجدة من جهة أخرى.

وبعد سنوات من بيع أراضي المخطط، قيل إن أمانة العاصمة المقدسة منحت موقع الحديقة العامة الواقعة على الطريق الدائري للغرفة التجارية الصناعية لإقامة مبنى خاص لها، إذ كانت الغرفة حينها في مبنى مستأجر، فأثار هذا القرار حفيظة صاحب المخطط باعتبار أن الموقع خصص كحديقة عامة للمواطنين، وفقا للمخطط العام المعتمد، فرفض قرار الأمانة، وطالب بعودة الموقع للمواطنين ليكون حديقة عامة لهم، فتراجعت الأمانة عن قرارها، وعاد الموقع اسما كحديقة عامة للمواطنين، دون فعل يظهر، فلا مهدت الأرض ولا زرعت، ولا وضعت الأشجار، وظل الوضع على ما هو عليه سنوات، حتى فوجئ سكان المخطط بقيام الأمانة بتحويل موقع الحديقة إلى مبنى خاص بها، قيل حينها إنه ناد رياضي يخدم سكان المخطط وأبناءهم، ويمكنهم من ممارسة رياضتهم.

وخرج يومها أحد مسؤولي الأمانة السابقين بتصريح قال فيه إن «النادي مفتوح للجميع سواء من أهالي الحي الذين لهم الأولوية أو حتى من الأحياء الأخرى»، لافتا إلى أنه في حالة تقدم أي مواطن بشكوى منعه من الدخول سوف يتخذ الإجراء اللازم تجاه الشخص الذي منعه، وأن «النادي يغلق أمام المستفيدين في حالة كان هناك مناسبات خاصة، ولكن الإغلاق لا يستمر سوى أيام معدودة»، لافتا إلى أن النادي افتتح من أجل استفادة الجميع منه حتى من منسوبي الأمانة.

لكن أي ناد هذا الذي يتحدثون عنه؟ فالأمانة استقطعت جزءا كبيرا من الموقع وحولته إلى مبنى لإدارة الخدمات الاجتماعية، وصالة رياضية تحتوي على أجهزة رياضية حديثة ومتطورة، وجعلتها متاحة لمنسوبي الأمانة، وحرمت المواطنين منها.

أما الجزء الباقي منه فجعلت به ملعبا لكرة القدم زرعت أرضيته، بشكل جيد وخطط ووضعت أبوابه وفقا للمواصفات الرياضية، لكنه ظل بعيدا عن المواطنين وأبنائهم، فأبوابه مغلقة ولا يسمح لهم بالدخول، وإن دخلت مجموعة من الأطفال خلسة للعب طردوا شر طردة، واسألوا سكان الحي كم مرة منع أبناؤهم من دخول النادي؟

وإن كانت الأمانة حريصة على إظهار مشروع نادي الحي الذي تم إنشاؤه لأهالي حي الخالدية (1)، وبلغت تكلفته الإنشائية كما قيل حينها نحو 10 ملايين ريال، فلتفتح أبوابه أمام المواطنين للاستفادة منه، لا أن تجعله مغلقا وخاصا بمنسوبيها.

وإن كانت إدارة الخدمات الاجتماعية التي تقطن المبنى لديها برامج وخطط لخدمة المجتمع فأملنا أن تظهرها لنرى ماذا قدمت للمجتمع من خدمات، لا أن يكون تواجدها بمبنى خصص لخدمة المواطنين، ولا تقدم خدماتها لهم.

[email protected]