عبدالله محمد الشهراني

«الشطارة» ليست في المواسم

الأربعاء - 05 سبتمبر 2018

Wed - 05 Sep 2018

أرقام مبيعات كبيرة أثناء المواسم تحققها «الفنادق، الطيران، المطاعم المجاورة للحرمين الشريفين، شركات الباصات.. إلخ»، لكن في الحقيقة هي ليست «شطارة»، فالكل «الزبائن» في هذه الأوقات مضطرون، بل البعض منهم لن يجدوا ما يشترونه لأنه ببساطة «الطلب أعلى من العرض». وأيضا ليس من المنطق أن يكون هذا الحجم من المبيعات طوال السنة، لكني أستغرب أن تجد هذه القطاعات وغيرها شبه خاوية خارج المواسم، لذا أرى أن تميز إدارات التسويق والمبيعات بل فكر الشركة - ككل - يظهر خارج المواسم.

«الشطارة» هي خلق عروض ترويجية «جذابة» والاستفادة من الفرص الداخلية والخارجية، فعلى سبيل المثال لا الحصر: لدينا داخليا عدة مباريات كرة قدم تحت تصنيف «ديربي، كلاسيكو»، فلم لا نرى تعاونا بين شركات الطيران والفنادق وشركات الباصات، تعاون ينتج عنه «باكيج» بسعر مغر يشمل الطيران والسكن والمواصلات. وأمثلة أخرى مشابهة «حفلات في أبها، مهرجان التمور في القصيم، عكاظ في الطائف.. إلخ».

هل من الضروري أن أبيع بربح في هذه الأوقات؟ الإجابة من وجهة نظر شخصية: لا، صحيح أن الأفضل أن تربح لكن الأهم ألا يتوقف التدفق النقدي في الشركة، فالبيع بخسارة بسيطة خارج المواسم مع البيع بأرباح كبيرة في المواسم تكون لهما محصلة سنوية «إيجابية» في الأرباح.

لا بد أن تتفادى الشركات مرحلة ضعف المبيعات من خلال طرح عروض «جذابة» من ناحية السعر والنوعية، فالتشغيل قائم ومستمر ويحتاج إلى مصاريف.

نقطة أخرى مهمة بعيدا عن المبيعات، بعد أن اتفقنا على أن هناك فترات خلال السنة تكثر فيها المقاعد والغرف الشاغرة بالنسبة لشركات الطيران والفنادق وغيرها، لم لا نتواصل مع بعض العملاء الذين كانت لهم تجربة سيئة مع الشركة ونقدم لهم عروضا مجانية تعويضا عما تعرضوا له من إهمال أو تقصير أو خطأ. أو لم لا نكافئ الموظفين المتميزين في المواسم بتذاكر مجانية على درجة الأعمال بالنسبة لشركات الطيران، أو أجنحة ذات إطلالات متميزة بالنسبة لموظفي الفنادق. كلا الطريقتين سواء مع العميل أو الموظف سوف تعودان بمردود مالي غير مباشر، إما عن طريق تسويق فردي من قبل العميل أو مجهود مضاعف من قبل الموظف، ناهيك عن حالة الولاء التي سوف تخلقها هذه التجربة.

«الشطارة» ليست في بيع طوق النجاة لشخص يغرق.

@ALSHAHRANI_1400