محمد حطحوط

ثلاث أفكار نتعلمها من Airbnb

السبت - 11 أغسطس 2018

Sat - 11 Aug 2018

شركة Airbnb بدأت عندما حضر مالك الشركة مؤتمر التصميم الدولي عام 2007، حيث نفدت جميع فنادق مدينة سان فرانسيسكو عن بكرة أبيها! هنا خطرت فكرة لماذا لا يستفاد من مئات الآلاف من الشقق في المدينة، والتي تتوفر فيها غرفة أو غرفتان غير مستخدمة، ويتم تأجيرها على الناس؟ بالطبع فكرة مجنونة مثل هذه قوبلت بسيل من السخرية والضحك، لصعوبة ضبطها قانونيا واستحالة إقناع الناس بتأجير بيوتهم لشركة صغيرة لا يعرفها أحد، دون وجود أي ضمانات مالية أو قانونية في حال تعرضت بيوتهم لسرقة أو حتى عبث من الساكنين!

تفاصيل القصة المثيرة ذكرت في كتاب (قصة اير بي اند بي) The Airbnb Story، وكيف تحولت هذه الفكرة (الحمقاء) كما وصفها مستثمر لتتجاوز قيمتها السوقية اليوم حاجز الـ 30 مليار دولار، وأكثر من 140 مليون عميل سنويا يجوبون العالم! قصة ملهمة لكل صاحب مشروع، وعلى المستوى الشخصي لدي شغف بهذا النوع من الكتب، لأنها تشخص لك الواقع كما هو، وتمدك بسيل من الأمثلة في التعامل مع مشاكل الشركات الإدارية والتسويقية التي لا تنتهي.

شدني في قصة الشركة مشكلة واجهها المدير التنفيذي كادت أن تعصف بالشركة نظرا لتعامله الحاد أحيانا مع الموظفين، وبعد دخول شركة استشارية على الخط، تم الوصول لثلاثة مصطلحات في علم الاتصال والتواصل مع الموظفين، تمثل

حلولا لمشكلات تواجهها اليوم كثير من الشركات في عالمنا العربي، بغض النظر عن حجمها، تم تلخيصها في ثلاث كلمات: تقنية السمكة الميتة، وتقنية الفيل، وتقنية الغثيان - أجلكم الله - كما يصفها الكتاب!

• السمكة الميتة: رمز لخصام شخصي مع أحد الموظفين، ويظل هذا الملف معلقا لفترة، إذ لا بد من رمي هذه السمكة الميتة وعدم حبسها في صدرك، وغالبا هذا النوع من الحديث يتطلب اعتذارا عن كلمة قاسية صدرت أو خطأ ضد أحدهم. كم لديك عزيزي المدير من سمكة ميتة تحتاج تدخلا عاجلا؟

• الفيل: وهي ترمز لحقيقة واضحة وجلية بضخامة فيل في غرفة، وغالبا ما تكون أخبارا سيئة وتؤثر على سير العمل، ولكل الكل خائف من الحديث عنها وإيصالها للإدارة العليا! أصبح الموظف في الشركة يشجع في الاجتماعات على ذكر جملة «هناك فيل لا بد من طرحه في اجتماع اليوم» ليهيء المدير لخبر موجع ولكن لا بد من الاستماع له.

• الغثيان: وهي للتعامل مع موظف محتقن أو حتى عميل غاضب، يجب أن يخرج جميع ما في صدره حتى ينتهي، دون مقاطعة ودون الحكم عليه. هذا النوع الغاضب من الناس - قد يكون أخا أو صديقا أو حتى ابنا مراهقا - يريد شيئا واحد فقط: الاستماع.

@mhathut