عبدالله المزهر

..والسلام عليكم ورحمة الله!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 29 يوليو 2018

Sun - 29 Jul 2018

ولأني حديث عهد بالابتزاز، فقد فشلت فشلا ذريعا مريعا في ابتزاز هذه الصحيفة ماديا، والحقيقة أني أحب هذا المكان كثيرا، وليس في الأمر تعارض أو تناقض، فالحب ـ كما تعلمون ـ هو إحدى أدوات الابتزاز الفاعلة عبر التاريخ، بل إنه يكاد يكون أفضل وسيلة للابتزاز عرفها البشر وبرعوا في استخدامها.

ولأني مصر على الابتزاز فقد غيرت الطريقة، ولكني حافظت على مبدأ الابتزاز وغيرت المقابل إلى أيام بدلا من أن يكون نقودا بما أن الصحيفة لا خيل عندها تهديها ولا مال.

سأذهب في إجازة طويلة نسبيا، جزء منها هو إجازتي السنوية والباقي هي أيام الابتزاز، سأحاول أن أتعرف على نفسي عن قرب، مع أني أحاول التعرف عليها منذ أكثر من أربعة عقود وأفشل ـ كما أفعل دائما.

كتبت كثيرا وأخطأت كثيرا، وأصبت أيضا ـ من باب أن الساعة الواقفة تعطي التوقيت الصحيح مرتين في اليوم ـ ولكني سعيد بما أكتب لأني لم أدع يوما أني أملك حلولا، ولم يكن من ضمن مخططاتي حل مشاكل الكون والوطن والناس، سيبدو مجرد التفكير في هذا نوعا فاخرا من «العبط» لأني عاجز عن حل مشاكلي الشخصية الصغيرة.

كل ما أحسنه هو التعبير عن نفسي بشكل جيد، لا أكثر من ذلك ولا أقل، وأحاول أن أكون «أنا» ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

لدي قناعة لا يخالطها شك بأن أفضل ما يصنعه الإنسان في إجازته هو أن يتوقف عن التفكير، لأنه سيشعر مباشرة بأن العالم أصبح أكثر أمنا وهدوءا وسكينة، أكثر حتى من الشكل الذي كان يحلم به ـ إن كان من نوعية البشر الذين يحلمون بالأمان والسلام مع أنفسهم ومع الآخرين.

ثم إني وجدت أنه يمكن تلخيص كل ما كتبته منذ أن عرفت أسماء الحروف في بضعة أسطر، وما عداها هي التفاصيل المقر الدائم لإقامة الشيطان:

- المسؤولون مواطنون وليسوا الوطن.

- أجمل ما في الأشجار أن تبقى أشجارا كما خلقها الله.

- أريد أن أصبح ثريا.

- التأقلم مع حقيقة أنه حتى في الموسيقى صوت الطبل أعلى من صوت القانون.

- الاتفاق وليفربول والشاهي ـ وأشياء أخرى ـ أسباب وجيهة للتشبث بالحياة.

وعلى أي حال..

إن انتهت إجازتي وبقيت على قيد الحياة أنا وهذه الصحيفة فسأعود للكتابة هنا حتما وسأجد طريقة أخرى للابتزاز، وحتى ذلك الحين فإني أطلب من العالم ألا يكف عن العبث حتى أجد ما أتحدث عنه حين أعود.

@agrni