الرأي

السوشال ميديا في رمضان

من المعلوم أن المجتمع أصبح مدمنا على «السوشال ميديا»، حيث إن صغيرنا وكبيرنا لا يستطيع الاستغناء عنها، ومن المؤكد أن بعضنا يستطيع أن يوجه نفسه للاستخدام الصحيح، ولكن بعضا الآخر بخلاف ذلك.

خلال الأيام الماضية كنت أتصفح بعض التطبيقات المشاعة بعد أن انقطعت عنها بسبب دراستي، وتعجبت مما حدث بها، وهذا ما جعلني أكتب هذه المقالة كرسالة لعامة الأفراد، ولأننا في شهر رمضان آمل أن تتأملها أكبر شريحة في المجتمع السعودي.

لا لوم على الصغير، ولا لوم على المراهق، بل اللوم على «الكبير» الذي يرفض دائما أن نناصحه، ويظن أنه فطن.

إن الله عندما خلق الإنسان ميزه بالعقل والقدرة على تمييز الصحيح والخاطئ، فلماذا نهدر أوقاتنا بالغيبة والنميمة ونشر الفضائح؟ إن الله يستر على عبد ما ستر على أخيه المسلم. أما الوجهة الأخرى فهم أطفالنا فلذات أكبادنا، لم نسلب من أطفالنا براءتهم وطفولتهم؟ نحن ولاة الأمر ونحن المسؤولون عما يحدث لهم، نحن المسؤولون على توجيههم إلى الوجهة الصحيحة. والسوشيال ميديا تنتج عنها مضار أكثر من أنها منفعة، منها النفسية والاجتماعية والصحية. فمثلا عندما تتهم طفلة بريئة بلفظ قاتل من أحد المتابعين فهذا يؤثر سلبا على نفسيتها، مما يجعلها تصبح انطوائية بعض الشيء عندما تكبر. أما صحيا فيكفي على الكبار المضار الناتج من ملازمة الهواتف الذكية طوال الوقت، وهذا مضاعف على الأطفال. ليست المسألة أن أعلم كيف أربي، ولكن التنويه والوقاية خير مما نحن عليه الآن.

إن البعض اعتاد على هذا الروتين، وليس هناك أي تركيز بما يحدث حوله، ولا يهتم بنفسه وصحته حتى يضعف بصره مثلا من جراء سوء استخدام الهاتف. لا نريد أن يتأخر الوعي على الذات والأهل.

أما في رمضان فتزداد المسلسلات والمسابقات بدلا من ازدياد العبادات، فينشغل البعض بها ليلا وينام طيلة نهاره، ثم يستيقظ على الإفطار ليقول «اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله»! ليس ما أقوله دعابة، بل صدقا هذا ما يفعله البعض، رسخ في ذهنه أن الصيام فقط صيام الطعام، وينسون تماما أن الصيام هو الصيام عن الشهوات والملذات.

جعلني الله وإياكم ممن الصوامين القوامين، وأعاننا على توجيه أبنائنا الوجهة الصحيحة فيما يرضي الله ثم ينفعهم.