أعمال

هل ستغير المواسم الشرائية ثقافة الاستهلاك؟

u0623u062du062f u0627u0644u0645u0631u0627u0643u0632 u0627u0644u062au062cu0627u0631u064au0629 u0628u062cu062fu0629 u064au0633u062au0639u062f u0644u0631u0645u0636u0627u0646 (u0645u0643u0629)
في الوقت الذي يبدأ فيه العد التنازلي لدخول أربعة مواسم ترتفع فيها القوة الشرائية بين أوساط المجتمع السعودي بداية من رمضان ثم عيد الفطر والإجازة الصيفية وأخيرا موسم الحج، توقع مختصون في الشأن الاقتصادي أن ترتفع ثقافة الترشيد الشرائية لدى المستهلك بعد تطبيق القيمة المضافة على المنتجات، والتي تشهدها المواسم الشرائية المقبلة للمرة الأولى.

وبحسب الباحث الاقتصادي محمد العوفي، ستشهد السعودية موسما مختلفا خلال الأشهر المقبلة مع دخول رمضان، والذي يعد أول رمضان تطبق فيه ضريبة القيمة المضافة، مبينا أن هناك عادات ضمن ثقافة عديد من المستهلكين قد نشهد تغيرها، وهي الشراء الزائد عن الحاجة الفعلية، بل تصل إلى أن الكثير من المنتجات تنتهي صلاحيتها قبل استخدامها، علاوة إلى كثرة نزول المستهلك للأسواق استعدادا لمواسم رمضان والعيدين، سواء الفطر أو الأضحى.

وأشار إلى أن جزءا من التطلعات والآمال التي تهدف إليها الضرائب هو إعادة ثقافة المستهلك، وهذا قد نشهده بوضوح خلال الشهور الأربعة المقبلة، حيث ستحدث ضريبة القيمة المضافة تغيرا في ثقافة المستهلك.

ثقافة شرائية مغايرة

وأوضح العوفي أن المتوسط الشرائي للفرد يتراوح ما بين ألفين إلى 3 آلاف ريال خلال موسم رمضان، والمتوقع بعد إضافة 5% أن يتقلص المتوسط لدى البعض إلى نسبة في متوسط الشراء لا تقل عن 15%، كذلك ستؤثر الضريبة على متطلبات الإجازة الصيفية، والتي غالبا ما تتخللها مواسم زيجات وأفراح، حيث يزداد شراء الملابس خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنها ستكون مختلفة هذا العام ليس في حجم الشراء فحسب، بل في الثقافة الشرائية المغايرة عن السابق.

الأولوية للأساسيات

ونوه الباحث الاقتصادي إلى أنه وفي ظل الاختلاف المتوقع في ثقافة المستهلكين إلا أن ذلك لا يعني خسائر للمستثمرين أو تقلص أرباحهم، فارتفاع الثقافة يعني التقنين وإعطاء الأولوية لشراء الأساسيات، ولذلك في حالة وازن المستثمرون قيمة بضائعهم بحيث يعملون على تخفيض الأسعار حتى لا تكون الضريبة معوقا في تصريف بضاعتهم، سيجدون أن إقبال الزبائن سيزداد ولن يعانوا من تكدس بضائعهم جراء تمسكهم بأسعار عالية.

التحول إلى الترشيد

من جهته قال أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور حبيب الله تركستاني إن المستهلك هو من سيدفع ضريبة الـ5% على المنتجات في حين أن التاجر وسيط فقط لإيصال الضريبة لهيئة الزكاة والدخل، لذا فالعبء يقع على المستهلك خلال المواسم المقبلة التي تشهد سنويا قوة شرائية، فليس للمستهلك إلا التغيير من أسلوب استهلاكه الذي اعتاد عليه في السابق، لذا لا بد من التحول إلى الترشيد في الإنفاق الذي يعد أحد الأسلحة التي تواجه الاستهلاك الخاطئ.

وأضاف، من الضروري التفرقة بين الادخار والترشيد الذي يأتي لتقليل العملية الشرائية بحيث لا يؤثر على حياة الفرد اليومية من خلال الاجتهاد والتعود، ليس فقط لرب الأسرة بل لأفراد أسرته كذلك.

تحذير من فخ الإعلانات

وفيما توقع تركستاني أن تأخذ العمليات الشرائية منحى مغايرا عن الأعوام الماضية نتيجة تغير ثقافة الفرد الشرائية، حذر من الوقوع في فخ بعض الإعلانات التي تكون في الغالب لجذب المستهلك فقط من خلال تحمل الضريبة عنه، فالتاجر بدون أدنى شك لن يتخلى عن نسبة ربحه، لذا يجب على المستهلك المقارنة في الأسعار بين تاجر وآخر للتأكد من أن تحمل الضريبة لم يدفع التاجر لرفع أسعاره.