نسائية «الدول العربية» تنهي قضايا النصب والاحتيال بالأرشفة

من «دكان» صغير بجانب قسم الرجال اقتصر دوره على تسليم الشيكات للمطوفات، تطور القسم النسائي بمؤسسة حجاج الدول العربية على مدار 15 عاما، ليصبح أكثر فاعلية ويقدم خدمات عديدة للمطوفات وحجاج بيت الله الحرام

u0639u0636u0648u0627u062a u0627u0644u0642u0633u0645 u0627u0644u0646u0633u0627u0626u064a u0648u0627u0644u0645u0634u0631u0641u0627u062a u0639u0644u064au0647 (u0645u0643u0629)

من «دكان» صغير بجانب قسم الرجال اقتصر دوره على تسليم الشيكات للمطوفات، تطور القسم النسائي بمؤسسة حجاج الدول العربية على مدار 15 عاما، ليصبح أكثر فاعلية ويقدم خدمات عديدة للمطوفات وحجاج بيت الله الحرام. وعلى مدار تلك المدة تكشف لمسؤولات القسم النسائي تعرض عدد من المطوفات للنصب والاحتيال، فيما تسكن بعض المطوفات في الأربطة رغم وجود مستحقات مالية لهن استولى عليها أقاربهن، وتجهل أخريات أنهن ورثن مهنة الطوافة عن آبائهن ويجهلن أن لهن مستحقات مالية تقدر بمئات الآلاف أحيانا. وتقول رئيسة القسم النسائي في المؤسسة لينا خشيم لـ»مكة»: القسم النسائي بدأ من « دكان « أي محل صغير بجانب قسم الرجال، وكان الدور يقتصر على تسليم شيكات عوائد الخدمة للمطوفات سواء كانت دفعة أولى، أو ثانية، أو ما يسمى «الجعر» وهي مكافأة الحج نهاية كل عام، مؤكدة أن القسم النسائي لم ينهض إلا بتعاون عدد من المطوفات اللاتي ساهمن في التصدي للصعوبات في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، ومساعدة المطوفات في أخذ كامل حقوقهن.

جهل تام

وتتابع خشيم :بعد مرور عامين توسع القسم النسائي وتم دعوة المطوفات التابعات للمؤسسة للحضور، والبدء بأخذ بياناتهم ورقيا، وأرشفتها لتكوين قاعدة بيانات متكاملة للمطوفات، وتم تجميع بيانات نحو 1900 مطوفة ليس لديهن هويات وطنية، أو معلومات للتعرف عليهن، حيث مع مرور أكثر من 10 سنوات، وجدنا بأن هناك تلاعبا واحتيالا من بعض أشقاء المطوفات، أو أبناء العم، أو بنات المطوفات في استلام شيكات المطوفات وعدم إبلاغهن بوجود مستحقات لهن في المؤسسة، إضافة إلى أن هناك العديد من المطوفات بعد وفاة آبائهن لم يعلمن بأنهن مطوفات، أو أنهن ورثن مهنة الطوافة من آبائهن، وذلك لجهلهن التام، وإخفاء الأشقاء حقيقة ذلك عنهن حتى لا يطالبن بمستحقاتهن.

وكالة شرعية

وشددت خشيم على أن كل مطوفة يجب أن تعلم بأن لها حقوقا ومبالغ مالية في المؤسسة، ويجب الحضور بنفسها لاستلامها، وتم إيقاف صرف الشيكات بالكامل إلا بوكالة شرعية، والبدء في تحديث بيانات المطوفة سنويا، ومتابعة المطوفات بالحضور للمؤسسة، إضافة إلى توعية المطوفة بأفضلية حضورها بشكل مستمر لمعرفة مستحقاتها المالية، وأن لا ترسل من ينوب عنها لاستلام مستحقاتها، خاصة وأن هناك مبالغ تصل إلى 100 ألف ريال لا تعلم المطوفة عنها شيئا، وضرورة إحضار بطاقة العائلة والمؤهلات العلمية والأكاديمية للاستفادة من خبرتها العلمية في المؤسسة وموسم الحج، وشاركت عدة مطوفات أكاديميات، منهن الدكتورة سعاد بشارة، التي كانت بداية انطلاقة في الدراسة والتعرف على أحوال المطوفات.

مطلقات وأرامل

وأردفت رئيسة القسم: وجدنا العديد من المطوفات يسكن في أربطة خيرية، وبعضهن أرامل ومطلقات، وقررنا البدء في مساعدتهن وتوظيفهن في المؤسسة، ليكون لهن مصدر رزق، وتم إيقاف تسليم الشيكات من قبل الرجال، وتم الطلب من جميع المطوفات بأن يفتحن حسابات بنكية، بالرغم من تدني قيمة الأسهم بسبب المشاكل الاقتصادية والسياسية، فقد تصل قيمة المبلغ للسيدة 50 ريالا، تأتي للمؤسسة لاستلامها بنفسها. وأكدت لينا أن الهوية الوطنية كشفت الكثير من قضايا النصب والاحتيال في صرف الإيرادات السنوية للمطوفات، وحاليا ورغم وجود 2700 مطوفة، لا يتم تسليمهن مستحقاتهن إلا عن طريق الهوية الوطنية، ومن تعجز عن القدوم نخرج لها ونطابق هويتها الوطنية لصرف مستحقاتها.

أنواع الاحتيال

  • حصول بعض المطوفين على مستحقات شقيقاتهم دون علمهن.
  • حصول أبناء العم على مستحقات بنات عمهم، حيث كانت تصرف المستحقات سابقا بالمعرفة.
  • مطوف كان يستلم شيك «عمته» شقيقة والده المتوفية لمدة ست سنوات، وبعد اكتشاف الإدارة أوقف صرف الشيكات ليستلمها ورثة المتوفاة.
  • أقدمت إحدى بنات المطوفات بتغيير هويتها على أنها المطوفة، وكانت تحضر بطاقة العائلة لاستلام شيكاتها من القسم، وكانت والدتها طريحة الفراش لا تستطيع التحرك، وبعد وفاتها انقطعت أخبار السيدة عن المؤسسة، وعند السؤال عن حالها تم إخبارنا بأنها توفيت قبل 8 أعوام وكانت ابنتها هي من تستلم المبلغ عنها.
  • مطوف تزوج اثنتين إحداهما أجنبية، فرفض أبناء الزوجة الأولى إثبات نسب شقيقتهم من الزوجة الأجنبية، ورفضوا حصر الإرث، ومثل هذه المشاكل تستمر لأكثر من 15 عاما، في حين أنكر الأشقاء بأن لهم شقيقة من أم أجنبية، وفي الوكالة الشرعية سارية المفعول يتم استلامهم مبالغها لعدة سنوات، وعند قدومها قبل عام طالبت بإيقاف صرف أي مستحقات لها.