الفيلة في الغرف
الثلاثاء / 22 / شعبان / 1439 هـ - 20:30 - الثلاثاء 8 مايو 2018 20:30
الرئيس ترمب ورئيس الوزراء نتنياهو يدركان أن تاريخ الـ 14 من مايو لا يمكن تجاهله مهما وقعت من أحداث قبله أو بعده، حتى لو قررت الولايات المتحدة الخروج من الاتفاق النووي مع إيران في الـ 12 من مايو الجاري. وكذلك يدرك نتنياهو أن أي شكل من أشكال التصعيد العسكري مع إيران خارج سوريا لن يكون مقبولا حتى من واشنطن، ولو كان تحت ذريعة تأديبها على خرقها للاتفاق النووي المسمى 5+1 بعد كشفها عما أسمته بـ «الوثائق السرية» التي لم تأت بجديد.
الوزير بومبيو حدد لنفسه مهام ثلاثا تنحصر في احتواء الأضرار وإخراج الفيلة من ملفات بالغة التعقيد وإعادة الدفء لعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، لذلك هو يستثمر نجاحه الشخصي في إعادة مسار القمة المرتقبة بين ترمب وكيم جونغ أون إلى مسارها الصحيح، بعد الاختراق الذي حققه رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن بمساعدة من الصين في ذلك. أوروبا كانت وجهته الأولى، ومن ثم الشرق الأوسط، لإدراكه أهمية هاتين الكتلتين من الحلفاء في الاندفاعة السياسية الجديدة لإدارة الرئيس ترمب خارجيا، إلا أن التحديات التي ستواجه بومبيو عديدة وكبيرة، من ملف القدس إلى الاستقرار في الشرق الأوسط، وصولا إلى حرب التعرفة الجمركية على واردات الولايات المتحدة من حلفائها وأصدقائها، ناهيك عن نزع فتيل التوتر النووي في منطقة الجرف الباسيفيكي.
لكن يبقى السؤال: هل سيقبل بومبيو بوجود مسارات رديفة كان لها تأثيراتها السلبية داخل إدارة الرئيس ترمب، بالإضافة إلى توتير العلاقات مع حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، مثل الحل النهائي للقدس والسلام في الشرق الأوسط؟ بومبيو ليس تيلرسون، فهو ابن المؤسسة العسكرية والسياسية، لذلك فإن الأولوية الآن هي إعادة التوازن الداخلي المفقود في وزارته، ومن ثم استثمار ما تبقى من وقت في التحضير لاستقبال صيف تنبئ كل تباشيره بالسخونة. وما التراجع في دور جاريد كوشنر إلا تأكيد على أن ذلك كان أحد اشتراطات بومبيو قبل تسلمه حقيبة الخارجية. ولن يكون بمستبعد توافق أكثر من قطب في إدارة ترمب على ذلك، بمن فيهم كبير موظفي البيت الأبيض الجنرال كيلي، وجون بولتون مستشار الرئيس الجديد للأمن القومي، بالإضافة للوزير الجديد بومبيو.
القواسم المشتركة بين هؤلاء الثلاثة، خاصة من ملفي إيران وكوريا الشمالية، تكاد تكون متطابقة، لكنها قد تكون متباينة في أمر القدس، إلا أنهم بالتأكيد كانوا بالإضافة للوزير ماتيس السبب وراء تراجع الرئيس ترمب عن قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، مع إفساحهم المجال له بالتمسك بطلب بعض الدول العربية بتحمل تكلفة ذلك ولو إعلاميا، إلا أن أمر احتواء ذلك سيضاف لأعباء بومبيو ووزير الدفاع ماتيس، وهما قادران على إقناعه بالتخلي عن ذلك المطلب لاحقا.
أوروبا والشرق الأوسط قد تكون وجهة بومبيو من جديد خصوصا بعد كل ما رشح عن موقف الرئيس ترمب من الاتفاق النووي ونيته إعادة ما رفع من عقوبات على إيران، بالإضافة لأخرى جديدة. فاحتواء ما قد ينتج عن ذلك سوف يستدعي وضع الجميع أمام ما ستمثله تبعات ذلك القرار على الشرق الأوسط. الولايات المتحدة تدرك أهمية حلفائها الآن الأوروبيين والمملكة العربية السعودية قبل غيرها لإنجاح سياساتها الجديدة لإعادة الاستقرار للشرق الأوسط انطلاقا من سوريا وليس فقط في محاربة الإرهاب أو في الملف النووي الإيراني، لكن يتوجب على الولايات المتحدة التعامل بشفافية سياسية أكثر وضوحا لكسب ثقة جميع حلفائها.
ولا يخفى على الجميع القلق المصاحب لحالة عدم الاستقرار داخل الإدارة الأمريكية والأمور تتجه للتعقيد في الشرق الأوسط. قرار ترمب عدم المشاركة في احتفالات إسرائيل بعيدها السبعين قد يقرأ فيه بعض الرسائل الإيجابية ولكنه قد يمثل خطوة قد يقرأها حلفاء الولايات المتحدة إيجابية، وقد تسهم ربما في إخراج فيل واحد من إحدى الغرف المزدحمة بالتاريخ السياسي العويص. لكن قد يحفز ذلك في تشجيع الجميع على التعاطي الواقعي مع ما تبقى من فيلة.
الوزير بومبيو حدد لنفسه مهام ثلاثا تنحصر في احتواء الأضرار وإخراج الفيلة من ملفات بالغة التعقيد وإعادة الدفء لعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، لذلك هو يستثمر نجاحه الشخصي في إعادة مسار القمة المرتقبة بين ترمب وكيم جونغ أون إلى مسارها الصحيح، بعد الاختراق الذي حققه رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن بمساعدة من الصين في ذلك. أوروبا كانت وجهته الأولى، ومن ثم الشرق الأوسط، لإدراكه أهمية هاتين الكتلتين من الحلفاء في الاندفاعة السياسية الجديدة لإدارة الرئيس ترمب خارجيا، إلا أن التحديات التي ستواجه بومبيو عديدة وكبيرة، من ملف القدس إلى الاستقرار في الشرق الأوسط، وصولا إلى حرب التعرفة الجمركية على واردات الولايات المتحدة من حلفائها وأصدقائها، ناهيك عن نزع فتيل التوتر النووي في منطقة الجرف الباسيفيكي.
لكن يبقى السؤال: هل سيقبل بومبيو بوجود مسارات رديفة كان لها تأثيراتها السلبية داخل إدارة الرئيس ترمب، بالإضافة إلى توتير العلاقات مع حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، مثل الحل النهائي للقدس والسلام في الشرق الأوسط؟ بومبيو ليس تيلرسون، فهو ابن المؤسسة العسكرية والسياسية، لذلك فإن الأولوية الآن هي إعادة التوازن الداخلي المفقود في وزارته، ومن ثم استثمار ما تبقى من وقت في التحضير لاستقبال صيف تنبئ كل تباشيره بالسخونة. وما التراجع في دور جاريد كوشنر إلا تأكيد على أن ذلك كان أحد اشتراطات بومبيو قبل تسلمه حقيبة الخارجية. ولن يكون بمستبعد توافق أكثر من قطب في إدارة ترمب على ذلك، بمن فيهم كبير موظفي البيت الأبيض الجنرال كيلي، وجون بولتون مستشار الرئيس الجديد للأمن القومي، بالإضافة للوزير الجديد بومبيو.
القواسم المشتركة بين هؤلاء الثلاثة، خاصة من ملفي إيران وكوريا الشمالية، تكاد تكون متطابقة، لكنها قد تكون متباينة في أمر القدس، إلا أنهم بالتأكيد كانوا بالإضافة للوزير ماتيس السبب وراء تراجع الرئيس ترمب عن قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، مع إفساحهم المجال له بالتمسك بطلب بعض الدول العربية بتحمل تكلفة ذلك ولو إعلاميا، إلا أن أمر احتواء ذلك سيضاف لأعباء بومبيو ووزير الدفاع ماتيس، وهما قادران على إقناعه بالتخلي عن ذلك المطلب لاحقا.
أوروبا والشرق الأوسط قد تكون وجهة بومبيو من جديد خصوصا بعد كل ما رشح عن موقف الرئيس ترمب من الاتفاق النووي ونيته إعادة ما رفع من عقوبات على إيران، بالإضافة لأخرى جديدة. فاحتواء ما قد ينتج عن ذلك سوف يستدعي وضع الجميع أمام ما ستمثله تبعات ذلك القرار على الشرق الأوسط. الولايات المتحدة تدرك أهمية حلفائها الآن الأوروبيين والمملكة العربية السعودية قبل غيرها لإنجاح سياساتها الجديدة لإعادة الاستقرار للشرق الأوسط انطلاقا من سوريا وليس فقط في محاربة الإرهاب أو في الملف النووي الإيراني، لكن يتوجب على الولايات المتحدة التعامل بشفافية سياسية أكثر وضوحا لكسب ثقة جميع حلفائها.
ولا يخفى على الجميع القلق المصاحب لحالة عدم الاستقرار داخل الإدارة الأمريكية والأمور تتجه للتعقيد في الشرق الأوسط. قرار ترمب عدم المشاركة في احتفالات إسرائيل بعيدها السبعين قد يقرأ فيه بعض الرسائل الإيجابية ولكنه قد يمثل خطوة قد يقرأها حلفاء الولايات المتحدة إيجابية، وقد تسهم ربما في إخراج فيل واحد من إحدى الغرف المزدحمة بالتاريخ السياسي العويص. لكن قد يحفز ذلك في تشجيع الجميع على التعاطي الواقعي مع ما تبقى من فيلة.