الإعلام العلمي السعودي.. مطلب يعز وجوده

كنت وما زلت أسعى إلى نشر رسالة الثقافة العلمية في المجتمع من خلال جهودي المتواضعة التي تجد رواجا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تأسيسي لبعض الحسابات على مواقع التواصل التي ينشط فيها التواصل الاجتماعي، كما تتضافر معها جهود الهواة من محبي نشر أخبار العلم والثقافة العلمية في وقت مناسب جدا، تتوفر فيها الأرضية الفكرية التي تستوعب مفاهيم المعلومات العلمية وتثير فيها رغبة التقصي والاكتشاف لأنه لا يوجد مركز إعلام علمي يستقطب الباحثين العلميين الراغبين بالإسهام الصحافي والإعلامي على غرار مركز الإعلام العلمي في لندن

كنت وما زلت أسعى إلى نشر رسالة الثقافة العلمية في المجتمع من خلال جهودي المتواضعة التي تجد رواجا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تأسيسي لبعض الحسابات على مواقع التواصل التي ينشط فيها التواصل الاجتماعي، كما تتضافر معها جهود الهواة من محبي نشر أخبار العلم والثقافة العلمية في وقت مناسب جدا، تتوفر فيها الأرضية الفكرية التي تستوعب مفاهيم المعلومات العلمية وتثير فيها رغبة التقصي والاكتشاف لأنه لا يوجد مركز إعلام علمي يستقطب الباحثين العلميين الراغبين بالإسهام الصحافي والإعلامي على غرار مركز الإعلام العلمي في لندن. في مواقع التواصل الاجتماعي تجد حسابات الأخبار العلمية العربية رواجا جيدا بسبب سمعة من يقومون عليها من المختصين في متابعة الأبحاث والاكتشافات، ويسعون إلى ترجمتها وتسويق مفاهيمها بأساليب صحافية وإعلامية ناجحة. كما أن أصحاب تلك الحسابات باتوا مرجعا إعلاميا موثوقا لمراجعة بعض الأحداث العلمية والفبركات والمبالغات العلمية الصحافية التي تحدث في وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، وإن عمدت أغلبية تلك الحسابات على تجنب الإثارة الإخبارية على حساب الرصانة في نشر الخبر العلمي الصحافي. قبل سنتين تقريبا سعيت للتواصل مع وزارة الثقافة والإعلام محليا لعرض بعض الأفكار العلمية التي قد تسهم في رفع مستوى الوعي العلمي لأفراد المجتمع وتزيد من مستوى التنوير الفكري من خلال ضخ قضايا العلم الراهنة في المنتجات الثقافية كمناقشتها على المسارح الفنية أو الدراما التلفزيونية بأساليب لا تقل عما يتم عرضه في نظيراتها من المسارح والدراما الإنجليزية والصينية والكورية، إلا أن وجهة نظري لم تنل استحسان بعض من تمت مخاطبتهم والحديث وديا معهم بشأن هذه الأفكار البسيطة أو ربما لم تفهم بشكل جيد أو ربما تم تقييمها بطرق أجهضت قيمتها العلمية. على أي حال من شأن المسلسل الفكاهي الذي تنفق عليه وزارة الإعلام ميزانية مهولة أن يدرج بين طيات حبكته الدرامية قضية علمية يتصل معها المشاهد بصريا ويفهم كواليسها ومستقبلها وتأثيرها على المجتمع اقتصاديا ومعرفيا، على سبيل المثال أزمة المياه في الشرق الأوسط أو الطاقة أو الحرب البيولوجية أو غير ذلك مما نراه من قصص الخيال العلمي الراقي في الأفلام الأمريكية وغيرها، أو على أقل تقدير أهمية التحضر العلمي في تبديل الوسائل التعليمية في المختبرات المحلية داخل المدارس والاستفادة من خبرات الجامعات سيرا على مبدأ أن الأصغر منا بيوم هذا الزمن أفهم منا بسنة!على أية حال فالواقع العلمي المحلي يشهد نموا لا بأس به ودرجة التحضر العلمي الثقافي لدى أفراد المجتمع تشهد نموا جيدا وعلى وجه الخصوص منذ بدء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي قبل أعوام. سيشهد الزمن في المستقبل القريب يوما ما بخروج كوكبة من علماء الطبيعة السعوديين لإثراء ثقافة العلوم، ولن نتعجب من ظهور مقدم برامج وعالم طبيعة مثل ديفيد أتينبارا، أو نتناول مؤلفات أدبيات علمية من المكتبات العامة يقف خلفها عالم كيمياء حيوية مثل إسحاق أسيموف، أو ممثل كوميديان شهير في برامج ساخرة يحمل مؤهل عالم وناشر للعلوم ومعلم لها مثل بيل ناي المشهور ببرنامجه الشهير في الولايات المتحدة «بيل ناي رجل العلوم» أو كاتب روايات خيال علمي شهير وأحد أبرز رواد علماء الاجتماع مثل هربرت جورج ويلز. وزارة الثقافة والإعلام لم تسم بوزارة «الأدب» والإعلام، فذلك يعني أنها تشمل كافة المثقفين بتنوع تخصصاتهم، إلا أن حصر المثقف على الأديب طيلة السنين الماضية كان بسبب شح المثقف غير الأدبي، مما مد الهيمنة على الأندية الثقافية في جميع أنحاء السعودية وحكرها على وصفة «الأندية الأدبية» التي لا يحاضر فيها سوى الشاعر والروائي والناقد، لأن كلمة «نادي ثقافي» اختزلت في الأدبي، مما لا يتناسب مع إيقاع العصر الراهن الذي يثبت أن الثقافة أصبحت كلمة مطاطية وأن روادها من جيل الشباب لا يقنعون بالتقوقع في عباءة الشعر والرواية السمجة والنقد البارد. المساحة لا تكفي ولكن ما أود الانتهاء إليه هو أن الحضارة العلمية نظام اجتماعي واع علميا يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي العلمي أيضا.