الرأي

المملكة المعتدلة ولوليتا لا تقرأ في طهران

هل هي مصادفة أن أقرأ رواية لآذر نفيسي «أن تقرأ لوليتا في طهران» في الوقت نفسه الذي أمضيته وأنا أقرأ خبرا بالخط العريض على صدر الصحف المحلية بعنوان برنامج «جودة الحياة... المملكة المعتدلة»، حيث حددت مبادرة اللوائح والأنظمة ضمن المبادرات الشاملة الواردة في وثيقة برنامج «جودة الحياة 2020»، من خلال ثلاثة مجالات تتطلب تغييرا فوريا في أنظمتها، جاءت في مقدمتها مشاركة المرأة في الألعاب الرياضية في الأماكن العامة، والسماح بدخول مراكز الألعاب الرياضية والملاعب، والسماح بالوصول إلى المرافق المملوكة للحكومة، والموافقة المسبقة على مجموعة كبيرة من المرافق، لتسريع الحجوزات وتعزيز سهولة الاستخدام، وأخيرا تشجيع المساواة بين الجنسين للمشاركة في الأنشطة الرياضية.

صديقتي الصحفية المصرية تقول لي ضاحكة «دلوقتي محدش ح يقدر يحوشكم»، سارة صديقتي التي تعيش في الكويت منذ أكثر من عشرة أعوام، سعيدة لما تشاهده من تحولات كبيرة وحقيقية للمرأة السعودية، ليست وحدها سارة من تشعر بالسعادة وكثير من البهجة نحو التغيرات السريعة، وإنما في معظم البرامج التلفزيونية التي أتابعها على شاشات المحطات الفضائية المملوكة لرجال أعمال مصريين، يظهر الضيوف والمذيعون والمذيعات وحتى الفنانات، وهم يتحدثون عن النقلة الكبيرة والنوعية التي تشهدها المملكة، نهضة اقتصادية وحياتية وثقافية وفنية، فماذا سينقصنا لكي تكون مملكتنا في الصفوف الأولى عربيا وعالميا؟ لا أظن أن هناك ما يمنعنا أن نتقدم، كل ما هنالك أن خلف هذه النهضة السميكة والمدروسة بشكل دقيق شابا اسمه محمد بن سلمان.

ما يود أن يقدمه ولي العهد محمد بن سلمان لمملكتنا الغالية، وللشعب العظيم، هو تأكيد ألا نكون في صراع مع قيمنا وثوابتنا الشرعية، وإنما يؤكد على الاحتكاك الجيد والناضج بين البيت السعودي وبين الحياة الجديدة.

لقد كنت سعيدة وأنا أبعث بأخبارنا عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأجد الصحفي العماني والموسيقي العراقي والشاعر الكويتي والطبيب المصري يجتمعون على أن السعودية مهمتها الآن أن تكون في أنقى صورها وأوسع معانيها. إنه الجمال الذي يبعث على الراحة والطمأنينة وأنت ترى الشعوب الإسلامية والعربية تقف صفا خلفنا وبجانبنا، وسعيدة لكل خطوة نتقدم بها نحو رؤيتنا التقدمية.

أما الرواية التي بدأت في قراءتها فهي لكاتبة إيرانية، نشرت عام 2003 واحتلت قائمة الكتب الأكثر مبيعا للنيويورك تايمز لأكثر من مئة أسبوع، وترجمت إلى 32 لغة، وهي أقرب لأن تكون سيرة ذاتية، حيث تتحدث آذر نفيسي عن ظل ثقافة لا تقيم أي وزن للإبداع أو التميز، فكانت ناقدة لاذعة لحكم الملالي.

المملكة المعتدلة وجودة الحياة
  • دعم نمط الحياة وتوفير خيارات ذات جودة عالية ومتنوعة، وتحفيز الناس على التفاعل، وضمان مشاركتهم من خلال إقامة أنشطة وفعاليات خاصة بنمط الحياة والمجتمع كافة.
  • وضع الأنظمة والتشريعات، وذلك بتحديد الإطار التنظيمي المطلوب لتمكين جودة الحياة في كل الفئات.
  • وضع نماذج للتمويل من خلال بناء آليات للتمويل تشمل نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والحوافز المقدمة للقطاع الخاص والاستثمارات العاملة على تسهيل مشاركته.


SarahMatar@