جموع الطلاب والطالبات، لن أتعاطف معكم!
سنابل موقوتة
الاثنين / 21 / شعبان / 1439 هـ - 21:00 - الاثنين 7 مايو 2018 21:00
أنا طيب ومتسامح كما تعلمون، وهذه المعلومة من الأمور القطعية التي لا يجوز فيها الخلاف ولا تعدد الآراء. وقد اكتفيت بإيضاح هاتين الخصلتين فقط لأن بقية الخصال لا علاقة لها بما أريد الحديث عنه، ولعل في قادم الأيام مناسبات سانحة أعرض لكم فيها حقيقة أني كريم ووفي ومخلص.
ولكن رغم أني طيب ومتسامح إلا أني لا أشعر بأي نوع من أنواع التعاطف مع الطلاب في الاختبارات النهائية التي تدور رحاها هذه الأيام، لم تعد مرعبة ولا مخيفة كما كانت من قبل، ولذلك فإن التعاطف مع جموع الطلاب والطالبات هذه الأيام يعتبر هدرا للتعاطف في غير محله، وتبديدا لموارد الشفقة على من لا يستحقها.
كون الاختبارات لم تعد مخيفة فإن هذا لا شك أمر جميل ورائع، ولكنه أمر يستحق الحسد لا الشفقة، خصوصا من تلك الأجيال التي كانت الاختبارات كابوسها المرعب.
كانت المعلومة عصية على البحث خصوصا في المناطق التي لم تكن تعرف ماذا تعني مكتبة، وكانت حتى الصحف تصلنا بعد موعد صدروها بيومين. ونتأثر بالأخبار بأثر رجعي.
«المنجد في اللغة والأعلام» كان رفيقي لفترات طويلة، وهذا الكتاب لمن لا يعرفه كان «قوقل الطيبين» وأنا طيب كما أخبرتكم سلفا.
وأذكر أني احتجته يوما ولم أجده، ثم تذكرت أني أعرته لأحدهم لكني نسيت من هو هذا الأحدهم، ذهبت إلى أحد الزملاء وقلت له في حزم مشوب بالغضب: رجع الكتاب!
حاول مراوغتي وإنكار أنه أخذ مني أي شيء، ولكني استمررت في الإلحاح عليه لأسابيع حتى انهار واعترف بأنه أخذه مني، ووعدني بأنه سيحضره في اليوم التالي، وقد كان، وأحضر لي كتابي الذي بدا أنظف بكثير منه حين غادرني. وبعد فترة زارني صديق آخر وفي يده ذات الكتاب وقال إنه يعتذر على التأخير ثم أعطاني إياه.
في الحقيقة أني لم أشعر بالندم كثيرا لأني أجبرت أحدهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، ولم أعتذر له حتى اليوم، وأعترف الآن أني كنت سعيدا بأن لدي نسختين من الكتاب أكثر من كوني مستاء لأني ظلمت إنسانا.
كنت نذلا لا شك في ذلك، ولكنها كانت نذالة ضرورية حتى أشعر بآدميتي ولا تفتنني محاسن أخلاقي فأظن أني منزه عن كل خطيئة.
ثم إني كنت سعيدا لأني اكتشفت أن لدي مواهب في التحقيق وجمع الأدلة تؤدي إلى إغلاق القضايا بنجاح.
وعلى أي حال..
لن أتعاطف مع طالب يمكنه أن يجد المعلومة في قوقل، وأن يجد ألف مرجع يشرح له كيف يصل إلى المعلومة، ويستطيع أن يصل في اليوتيوب إلى ألف معلم يشرحون له الدروس التي لم يفهمها بألف طريقة، ثم يختبر في منهج لا يتجاوز عدد صفحاته المئة صفحة. سأدعو له بالتوفيق لكني لن أشفق عليه الآن، لأنه سيستحق التعاطف والشفقة فعلا وبجدارة بعد أن ينتهي من الدراسة ويكتشف أنه لم يبدأ بعد.
@agrni
ولكن رغم أني طيب ومتسامح إلا أني لا أشعر بأي نوع من أنواع التعاطف مع الطلاب في الاختبارات النهائية التي تدور رحاها هذه الأيام، لم تعد مرعبة ولا مخيفة كما كانت من قبل، ولذلك فإن التعاطف مع جموع الطلاب والطالبات هذه الأيام يعتبر هدرا للتعاطف في غير محله، وتبديدا لموارد الشفقة على من لا يستحقها.
كون الاختبارات لم تعد مخيفة فإن هذا لا شك أمر جميل ورائع، ولكنه أمر يستحق الحسد لا الشفقة، خصوصا من تلك الأجيال التي كانت الاختبارات كابوسها المرعب.
كانت المعلومة عصية على البحث خصوصا في المناطق التي لم تكن تعرف ماذا تعني مكتبة، وكانت حتى الصحف تصلنا بعد موعد صدروها بيومين. ونتأثر بالأخبار بأثر رجعي.
«المنجد في اللغة والأعلام» كان رفيقي لفترات طويلة، وهذا الكتاب لمن لا يعرفه كان «قوقل الطيبين» وأنا طيب كما أخبرتكم سلفا.
وأذكر أني احتجته يوما ولم أجده، ثم تذكرت أني أعرته لأحدهم لكني نسيت من هو هذا الأحدهم، ذهبت إلى أحد الزملاء وقلت له في حزم مشوب بالغضب: رجع الكتاب!
حاول مراوغتي وإنكار أنه أخذ مني أي شيء، ولكني استمررت في الإلحاح عليه لأسابيع حتى انهار واعترف بأنه أخذه مني، ووعدني بأنه سيحضره في اليوم التالي، وقد كان، وأحضر لي كتابي الذي بدا أنظف بكثير منه حين غادرني. وبعد فترة زارني صديق آخر وفي يده ذات الكتاب وقال إنه يعتذر على التأخير ثم أعطاني إياه.
في الحقيقة أني لم أشعر بالندم كثيرا لأني أجبرت أحدهم على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، ولم أعتذر له حتى اليوم، وأعترف الآن أني كنت سعيدا بأن لدي نسختين من الكتاب أكثر من كوني مستاء لأني ظلمت إنسانا.
كنت نذلا لا شك في ذلك، ولكنها كانت نذالة ضرورية حتى أشعر بآدميتي ولا تفتنني محاسن أخلاقي فأظن أني منزه عن كل خطيئة.
ثم إني كنت سعيدا لأني اكتشفت أن لدي مواهب في التحقيق وجمع الأدلة تؤدي إلى إغلاق القضايا بنجاح.
وعلى أي حال..
لن أتعاطف مع طالب يمكنه أن يجد المعلومة في قوقل، وأن يجد ألف مرجع يشرح له كيف يصل إلى المعلومة، ويستطيع أن يصل في اليوتيوب إلى ألف معلم يشرحون له الدروس التي لم يفهمها بألف طريقة، ثم يختبر في منهج لا يتجاوز عدد صفحاته المئة صفحة. سأدعو له بالتوفيق لكني لن أشفق عليه الآن، لأنه سيستحق التعاطف والشفقة فعلا وبجدارة بعد أن ينتهي من الدراسة ويكتشف أنه لم يبدأ بعد.
@agrni