فيليكس.. قفزة الحياة!
السبت / 19 / شعبان / 1439 هـ - 19:30 - السبت 5 مايو 2018 19:30
كثيرة هي المغامرات التي ربما تدفع بصاحبها للأعلى، وربما على النقيض هناك من تسقط صاحبها للأسفل، ولكن «الطائر فيليكس» غامر مغامرة من نوع آخر، هي الصعود من القمة للقاع، تلك المغامرة الفلسفية الواقعية التي عصفت بكل قوانين الفيزياء، وعباس بن فرناس، ومناهجنا التعليمية، والحشو الغثيث للمعلم، والطالب، والمنهج الذي ظل اختزالا للكتاب المدرسي، وإن تغيرت طباعته وأصبح بدلا عن الكتاب كتابين، وتغير معلموها، وطلابها، وإداراتها ومدارسها. تلك «القفزة الفيليكسية» التي كنت أنتظرها سنين طويلة؛ كي أثبت خطأ مدرس العلوم في المرحلة المتوسطة الذي كان يجبرنا على حفظ سنة مولد ووفاة نيوتن، وعودا على «قفزة فيليكس» تلك القفزة التاريخية التي تقف بصاحبها على حافة العالم، رحلة سقوط للقمة دامت ثماني دقائق، ومن علو 39 ألف متر فوق سطح الأرض، لحظة تاريخية!
والناس تنظر لك نظرة واحدة، وتوجه سؤالا واحدا: هل جننت يا فيليكس؟!
وقد يكون الحق معهم فمجرد الحلم بها أو تخيلها يشعرك بالخوف والفزع من هذه المغامرة غير المحسوبة التي وضعت حياة صاحبها على كف عفريت، إذ ربما ينفجر دماغه، أو يتمزق جسده النحيل في ذاك الفضاء الواسع، والشاسع، ولعل فيليكس نفسه ربما لا يعلم أنه قد قدم رسائل حين قفز حتى وطئت قدماه الأرض قادما من الفضاء الطاهر، الساكن، الصامت، وهو يقول للصحفيين «هناك عند قمة العالم تشعر بتواضع كبير لا تفكر في تحطيم الأرقام القياسية، ولا الحصول على معلومات علمية بقدر ما تتمنى العودة للحياة حيا ترزق». لعلها الرسالة التي تقرأ في تفاصيلها ما بين سطور الإنسان وإن أصبح رقما صعبا وعلا شأنه وحقق المنى والأحلام؛ إلا أنه يحن لآدميته البشرية، وقيمة الحياة وسط مجتمع وإن تعددت ثقافاته، ورغباته، وميولاته، ومذاهبه، وفكره، ومعتقداته.
وفي الرسالة «الفيليكسية» نفسها دعوة لمعرفة قراءة من نتعامل معهم من الداخل وفهم طريقة تفكيرهم من رؤية عامة شمولية دون الاعتماد على ظاهر الشخصية، وفي نهاية الرسالة هي الطموح الذي يسكننا، ويؤرق أعيننا، فمن الممكن أن نحقق المستحيل إذا سعينا له بهمة ومشقة، دون بقائه حلما نستحضره عند النوم فقط، وفي ساعات الفرح حلم أشبه بحلم الفقير الذي لا يراه إلا حلما، وإن تحقق أمام عينه واقعا.
ومضة: يقول الروائي الإنجليزي ديفيد لورانس «الحياة رحلة إلى حافة المعرفة ثم قفزة».
والناس تنظر لك نظرة واحدة، وتوجه سؤالا واحدا: هل جننت يا فيليكس؟!
وقد يكون الحق معهم فمجرد الحلم بها أو تخيلها يشعرك بالخوف والفزع من هذه المغامرة غير المحسوبة التي وضعت حياة صاحبها على كف عفريت، إذ ربما ينفجر دماغه، أو يتمزق جسده النحيل في ذاك الفضاء الواسع، والشاسع، ولعل فيليكس نفسه ربما لا يعلم أنه قد قدم رسائل حين قفز حتى وطئت قدماه الأرض قادما من الفضاء الطاهر، الساكن، الصامت، وهو يقول للصحفيين «هناك عند قمة العالم تشعر بتواضع كبير لا تفكر في تحطيم الأرقام القياسية، ولا الحصول على معلومات علمية بقدر ما تتمنى العودة للحياة حيا ترزق». لعلها الرسالة التي تقرأ في تفاصيلها ما بين سطور الإنسان وإن أصبح رقما صعبا وعلا شأنه وحقق المنى والأحلام؛ إلا أنه يحن لآدميته البشرية، وقيمة الحياة وسط مجتمع وإن تعددت ثقافاته، ورغباته، وميولاته، ومذاهبه، وفكره، ومعتقداته.
وفي الرسالة «الفيليكسية» نفسها دعوة لمعرفة قراءة من نتعامل معهم من الداخل وفهم طريقة تفكيرهم من رؤية عامة شمولية دون الاعتماد على ظاهر الشخصية، وفي نهاية الرسالة هي الطموح الذي يسكننا، ويؤرق أعيننا، فمن الممكن أن نحقق المستحيل إذا سعينا له بهمة ومشقة، دون بقائه حلما نستحضره عند النوم فقط، وفي ساعات الفرح حلم أشبه بحلم الفقير الذي لا يراه إلا حلما، وإن تحقق أمام عينه واقعا.
ومضة: يقول الروائي الإنجليزي ديفيد لورانس «الحياة رحلة إلى حافة المعرفة ثم قفزة».